٢٠١١-٠٦-٠٦

خالد الشهيد ...سعيد



ترى أي شئ فعله ذلك الشهيد كي ينال ثواب 80 مليون إنسان تحرروا من عصر الجليد و التخلف
هل هو اعتراضه أن يهان من أي إنسان ...كرامته التى حفظها فمات من أجلها ؟ أم هو الظلم الذي تعرض له حيا و ميتا؟
ما الذي يجعل آلاف و ملايين الناس يعتبرون موته بهذه الطريقة - و هو ليس الأول و لا الأخير الذي يموت بنفس الطريقة- طامة كبرى و فحشا في الظلم و التحدى لكرامة البشر؟ لماذا هو بالذات؟
لماذا هو بالذات الذي يخرج من أجله الآلاف في وقفات احتجاجية و يختمون القرآن مئات المرات و يهدونه لروحه ، و ما الذي يجعل الكثيرين يقومون بأداء العمرة من أجله؟
الإجابة و ببساطة...ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم

شاب مات فأحيا أمة بموته ، أراه الآن سعيدا و خالدا ، فقد خلده الله بأن جعله واحدا من أسباب صحوة أمة ، أعلم أنه ليس السبب الرئيسي و لكنه كان التجسيد لكل مآسينا مع نظام كان يميت فينا الرجولة كل يوم ، نظام حاول خالد أن يقف أمامه بفعل بسيط - أن رفض أن يهينه أحد- فضربوه حتى الموت ، لعله قد نظر إلى قاتله قبل أن تزهق روحه نظرة جعلت الأرض تصحو من غفوتها و النيام يفيقون على مصيرهم إن يوما استكانوا و خنعوا لجلاديهم ، نظرة قتلت القاتل قبل أن تقتل الشهيد.
لعله الآن في الجنة ينظر لنا و يبتسم ابتسامة الرضا ، فهو و إن كان بموته مات أطفاله المتوقعين و أمة ربما كانت جاءت من نسله إلا أن الله جعل في موته حياة لأمة أخرى كانت نائمة نوم أهل الكهف ..
أشكرك يا خالد أن كنت سببا في صحوتنا ، رحمك الله و صبر أهلك و أسعدهم في الدارين ، و بارك لنا في مصر و في عقولنا كي لا نضيعها بعدما دفع الشهداء حياتهم من أجلها...

ما تحسبوش الشهيد اداكوا بس حياة
ما موتوش هو وحده اللى برصاصة رماه
ده طخ ابنه اللى لسه ما اتولدش معاه
وطخ أولاد ولاده لآخر الأيام
موت معاه بشرية كاملة محتملة
عدوا بقى فيها كام شاعر وكام رسام
وكام طبيب عبقرى بين الأطبة إمام
وفيلسوف له على حكم الليالى كلام
وبنت نظرتها تشفى القلب من داؤه
فى شعب كامل رحل ما عرفش أسماؤه
في جسم كل شهيد فيه مصر مكتملة
فخلوا مصر اللى فاضلة تعيش كما شاؤوا

تميم البرغوثي - يا شعب مصر

ليست هناك تعليقات: