٢٠٠٩-٠٧-٠٧

ما بقي منى



لن أستجديكم ثانية
و الآن أنتم تعرفون جيدا أين ستجدوني
ستجدوني
في كل زهرة حملت للناس عطرا فاقتلعها عاشق نزق من جذورها ليهديها لحسناء عابثة تركتها فذبلت
لكنها لازالت تحمل ذلك العطر لكل عشاق الأرض
ستجدوني في كل جرح لاقاه ثائر من أجل الحرية
حرية كل من في الأرض
ستجدوني في كل شجرة حرمها البستاني من ثمارها و تركها لخشونة الجذوع و مناقير العصافير من أجل بعض من الأموال مدعيا أنه بذلك يخدم البشر
ستجدوني في الرياح التى لا تحتمل البقاء مكانها لأن من أحبتهم لن يذكروها بعد أن يستنشقوا عطرها ..فقط سيزفرونه غير مبالين ليستنشقوا غيرها
ستجدوني في كل طير مسافر من أجل الحرية ...يبحث عنها في شتى بقاع الأرض رغم علمه أنها هنا في قفصه الحريري ... و لكن صاحب القفص نسي أن يحكمه كي لا تتسل إلى طيره الثعابين
فلترحلوا أنتم أو أرحل أنا ...هي تفاصيل شكلية
و لتتركوا لي ما تبقى مني
عطر الزهرة الذابلة
أمل الثائر المجروح في الحرية
ثبات الشجرة المنكسرة
سخاء الرياح
تغريد الطيور المجروحة
عل هذه الأشياء تنسيني صوركم المطبوعة في أحلامي و في صحوي ...في وجهي المنعكس في المرآة ..حتى في وجه أمي الحنون
علها تنسيني أصواتا كانت تحمل أوهام الشاطئ لذلك الغريق الذي كان يتعلق بأخر جذع في طريقه
علها تمحي من ذاكرتي أنني كنت أحمل لكم قلبا قد فاض فيه الشوق فأغرقه
علها تمحو ذاك القلب لتستبدله بوعاء يحمل هموم البشر دون تعاطف أو اشفاق
علها تمحيني و عطوركم التي لا تفارقني
لن أندم
فالندم لا يعرفه إلا المقبلين على الحياة الذين يرون فيها المزيد و ينخدعون بآمالها الخداعة
أما أنا فيكفيني منها ما رأيته
يكفيني
فلأمضي أنا و العطور
و لتبقوا أنتم لتروني كل يوم في كل ما حولكم متسائلين
" ترى هل رأينا هذا من قبل؟"
و الحق أنكم لن تذكروا