٢٠٠٨-٠٧-٢٤

ما أحلى الرجوع إليها


لا أدري هل أبدأ حديثي باعتذار عن الإنقطاع أم بتبرير أسبابه أم بتبرير أسباب العودة أساسا ، أم أتناسي كل ذلك و أكتب عن كل ما يحدث بداخلي و كل ما أكننته و لم تعني الظروف أن أبوح به في مكان البوح المفضل أو الوحيد بالنسبة لي " مدونتي" ... الحقيقة أن العودة أصعب بكثير من الرحيل....

أما عن الإنقطاع فقد كان لأسباب لا أعلم هل هي منطقية أم لا و لكن هذا ما حدث بالفعل ....لقد سافرت ....نعم سافرت بعيد عنك مصر بلدي ... نعم أحبك و لازلت و لن أزل على عهدي بك " ده و انتى مطلعة عينى بحبك موت" و لكنها منحنيات الطريق التى تذهب بك أحيانا لأبعد مكان كنت تتخيل أن تذهبه و تعرفك على أشخاص لم تكن تتخيل أن تعرفهم ....
لن أفلسف الأمور و أعطيها أكبر من حجمها لأن الأمر لا يستدعي الكثير من ذلك ، هي التجارب و المقامرات التى نقامر بها متخيلين أننا لن نخسر الكثير إذا خرجنا من التجربة و لم نفعل الكثير ، و لعل الأمر يكون كذلك في حالتى ...الله أعلم
كل ما في الأمر أن القدر وضع في طريقي فرصة للسفر إلي إحدي دول الخليج التى يعمل بها أخي ....فرصة للعمل بالطبع بمرتب أعلى بمراحل مما أحصل عليه في بلدي و خبرة كبري في شركة حجم تعاملاتها يطلقون عليه كمة " دولي" و أشخاص ربما أستفيد منهم الكثير و ربما لا ...و لكن التفكير هداني إلى الجواب الذي لا يمكن مع الإحتمالات "ولم لا"


" ولم لا " كان هذا هو الجواب من داخلي و هو البداية لخوض مغامرة أو مقامرة و لكن دعنا نقول أنها كانت تبدو آمنة و للبعض هي الآن لازالت كذلك " لم لا تذهبين إلى بلد لاتبعد الكثير عن بلدك و يعيش فيها أخاك و ربما تستطيعين جلب أفراد عائلتك فيها ، ولم لا تذهبين إليها و لو لسنة أو سنتين تستفيدين من خبرة بالعمل في شركة كبيرة في الخارج ، و لم لا تحاولين ، و ما الذي يستدعي بقائك الآن تحديدا في بلدك ما دمت تستطيعين الوصول إلى أهدافك بطريقة أسهل في بلد لا تبعد عنها الكثير ثم ترجعين إلى بلدك مرة أخرى ".....و هكذا و هكذا و الكثير من الجمل التى تجعلك تحسم الاختيار باجتياز التجربة مهما كانت النتائج لأنه ببساطة أسوء النتائج إن شاء الله ستكون عودتك لما توقفت عنده ، الأمر الذي لم يكن سيئا على كل حال .


تلك هي أسباب الانقطاع ، سافرت بالفعل و أنا الآن أعمل في تلك الشركة في ذلك البلد .

على مدي شهرين أحاول أن أخزن في ذاكرتي كل ما قابلت من جديد و كل ما حدث لي و كل انطباعاتي و أحاسيسي لتلك اللحظة التى أستطيع فيها سرد الحكايات لك مدونتي و لكم أصدقائي و لكن لماذا تخوننى الذاكرة الآن و لا تسعفني أفكاري ، لا أدري لعله زخم الحياة التى أعيشها أو ربما هو ارتباك تغيير الكثير من تفاصبل الحياة .

إذا لنجعل الحكي عن التجربة لمرات قادمة إن شاء الله و لكنى فقط جئت اليوم لأقول لكل زائري هذه المدونة
" أفتقدكم بشدة
، أحتاج دعواتكم فلاتحرموني إياها
، أشكركم "
ملحوظة : الصورة أعلاه إلتقطها من الطائرة و هي تحلق فوق آبار النفط ، ذلك الشئ الذي غير حياة الكثيرين من أبناء بلادنا.