٢٠١٣-١٢-١٥

في يوم من الأيام -ربما قريبا - سوف أمتلك من الجرأة و القوة أن أحكي عن الوجع و الإنكسار الكبيرين اللذين اجتمعا عليّ و أنهكاني جسدا و روحا .. سوف تنساب الكلمات بسهولة عوضا عن الدموع و سوف يهدأ خفقان القلب و اضطرابه حين تجتاحني الذاكرة .

و حتى ذلك اليوم .. إلى أرواح الغائبين الحاضرين مني "سلام"



٢٠١٣-٠٥-٢٧

مقاومة الحجب



الكتب و الورق و النظارة ، لمعة السبحة و رائحتها، حتى العباءة و القميص الأسود الكاروهات ..لازالوا ينتظرون .. جميعهم يصرون على عودتك رغم كل الإجابات التى لا تأتي على الأسئلة العاجلة و أكواب الشاي الناقصة وبهارات الشوربة -اللي ماتمزجش- و ليل الصيف الذي لم يأت بعد  لأن مكانك في حديقة البيت خالي..
كل هذه الأشياء كانت تحسدني أن كنت يوما أقرب إليك منها لكنني اليوم أحسدها ..فهي بالتأكيد تراك بدون هذه الحجب التى كتبت عليّ !

٢٠١٣-٠٤-٢٣

حتى لا يكون البقاء للأقوى

 
الحياة بعد الثورة لم تعد تتسع إلا لهؤلاء الذين هم
 extreme 
يعني لو إنت إنسان معتدل في أي شئ في حياتك إعرف إنك مش هتعجب حد مش مشكلة تعجب الناس قد ما المشكلة إنك هتكتشف إنك كمان مش هتعرف تعيش ، قبل الثورة كانوا اللى بيعرفوا يعيشوا هما الحرامية أو الأغنياء غنى فاحش حتى لو من حلال ، هما دول اللى كانوا عارفين يعيشوا لكن النظام القديم كان طاحن كل الناس بكل فئاتهم و درجاتهم يعني المسلمين المتشددين كانوا مطحونين و المسيحين خايفين و الاشتراكيين قرفانين و الليبراليين مخنوقين و اللى مالهمش توجهات مش مبسوطين لكنهم عايشين و خلاص بيواسوا بعض بإنهم كلهم تحت حكم واحد طاحن الجميع باستثناء اللى بيعرفوا يمشوا نفسهم بفلوسهم أو بنفوذهم أو بنفاقهم و النوعية الأخيرة دي في كل الأنظمة بتعرف تعيش كويس جدا.
الغريب إن اللى قاموا بالثورة و كانوا السبب الحقيقي في إنها أحدثت تغيير و لو من على الوش هما الطبقة المتوسطة أو المعتدلة اللى كانت إلى حد ما عارفة تعيش لكن مش مبسوطة باللى بيحصل حواليها و مخنوقة من غياب "العدل" ، الطبقة دي جاتلها صحوة مفاجأة و حبت تعمل تغيير و تحرر المتطرفين   بكل أنواعهم علشان مبدأ هما دايما بيسمعوا عنه لكن عمرهم ماشافوه و هو "الحرية" ، قررت تطلع من الcomfort zone  
و تحرر الآخرين و تحقق في المجتمع "العدالة الإجتماعية" اللى تضمن إنها –كطبقة متوسطة- ماتنقرضش و تضمن للى أقل منها إنهم يعيشوا و مايموتوش من الجوع و توقف الطبقة اللى فوقها عن مظاهر البذخ المستفز اللى كان بيقهر اللى أقل منها .
اللى حصل إن الاكستريمز  فعلا اتحرروا لكن لأنهم اكتسريمز  فكل فئة أو مجموعة منهم حبت تفرض سيطرتها على النظام الجديد و تثبت إنها هي الأحق بيه و علشان تعمل كده سعت لإنها قبل ماتحارب الفئات التانية تستقطب ناحيتها شوية من الطبقة المعتدلة الغير مستقطبة ، السنتين اللى فاتوا حصل فيهم ده بشكل ملحمي .. كانت كل فئة بتستقطب على قد ما تقدر أفراد من السواد الكبير اللى اسمه الطبقة المعتدلة علشان هما دول اللى بيوزنوا الكفة في الآخر و بيفرقوا زي ما فرقوا في الثورة.. المشكلة إن مع الإستقطاب ده الطبقة المعتدلة ابتدت تتآكل بشكل ملحوظ لدرجة إنها كادت أن تنقرض .
كل فئة من الفئات اللى بتستقطِب عارفة كويس إن هييجي عليها وقت و تواجه الفئة التانية إما بحرب أو بتفاوض يخليها تحصل على مكاسب أكبر ، كلهم عارفين إنهم في الآخر هيضطروا يعيشوا مع بعض لإن الاكستريمز   مابيعرفوش يغيروا بعض لكن بيعرفوا يحاربوا بعض و يتفاضوا مع بعض بعد وقوع الضحايا و مكاسبهم في التفاوض بتتوقف على عدد الأشخاص اللى هيعرفوا يستقطبوهم من المعتدلين.
المشكلة دي حلها ليه سيناريوهين واحد متفائل وواحد متشائم .

الحل المتفائل : إن الطبقة المعتدلة ترجع معتدلة تاني بنفس كتلتها ماتندمش على التغيير اللى عملته علشان الاكستريمز   يعيشوا لكن تبقى هي المسيطرة عليهم بدل ماهما اللى يسيطروا عليها و توقفهم عند حدهم و تبقى هي الفيصل بينهم و تمسك هي زمام الأمور و ده يحصل إما بثورة تانية أو بسيطرة المعتدلين على المناصب و المراكز الحساسة في الدولة و ده صعب يحصل إلا بضغط شعبي كبير يعني ثورة بردو ! و الله فكرت فيها كتير مش شايفاها تيجي أبدا بالطريق الإصلاحي التدريجي بتاع كل واحد يشتغل في الحتة اللى هو فيها و ننهض بالبلد لأن و احنا بننهض بيها في ظل نظام استقطابي بنحول نفسنا لتروس في عجلة بتدوس على اللى قدامها و هي دايرة يعني بنتحول لمستقطَبين و احنا مش حاسين.
الحل المتشائم : إن الاكستريمز 
ينجحوا في القضاء على الطبقة المعتدلة اللى حررتهم و يقعدوا على طاولة المفاوضات يتفاخروا قدام بعض بعدد الرؤوس اللى حصدوها من المعتدلين اللى تحولوا لاكستريمز   زيهم و تموت فكرة الاعتدال اللى جواها مبادئ الثورة من عيش و حرية و عدالة اجتماعية في بلدنا و يبقى – كما قال محمود مكي نائب الرئيس- : "البقاء للأقوى".