٢٠١٠-٠٥-٢١

كلمة السر


عاشت مي و ماتت دون أن يشعر بها أحدهم

لم يكونا يوما كأي أخ و أخت عاديين ...لقد أقصاهما الثراء عن بعضنا البعض ..دفع به إلى طريق الإدمان و دفع بها إلى العزلة و الاكتئاب

هذا ما كان يذكره " وليد" عن مي أخته الصغرى

دفعه فضوله أن يدخل اليوم غرفتها بعد حادث وفاتها المروع منذ شهرين ...شهرين كاملين لم يدخل أحد غرفتها غير الخادمة التى لا تقضي فيها أكثر من ربع الساعة تنفض الغبار عن أشيائها ثم تغلقها مرة أخرى منفذة تعليمات أمه

تسلل إلى غرفة مي في آخر الممر ...فتح الباب الخشبي بهدوء ...ثم دخل ليكتشف انه لم يدخل غرفة أخته منذ زمن طويل

فتلك الصورة الكبيرة التى تتصدر غرفتها لم تكن موجودة من قبل .. اقترب من الصورة و أخذ يتأمل وجه اخته ...عيناها الزقاوين و وجهها المستدير و شعرها الأسود المسترسل على كتفيها و كأنه يراهم لأول مرة و كأنهم لملاك كان يعيش معهم دون أن يشعروا

تذكر الهدوء الذي كان سمتها و كلماتها القليلة الرصينة التي كانت تشعره بأنها هي الأكبر دائما رغم كبره عنها بسنتين و نصف ...تذكر رعونته معها و معاملته الفظة و تذكر كيف انقلبت حياته بعد موتها و كيف أصبح موتها سببا في عودته لحياة البشر بعيدا عن حياة الضباع في البارات و أوكار المخدرات

نظر إلى ابتسامتها الخافتة في الصورة و يدها التى تمسك بعروستها القطنية و فستانها الأزرق فتذكر كيف انقلبت حياتها في السنة الماضية قبل رحيلها و كيف كانت دائما الحزن شارده الذهن لا ترتدي إلا السواد

كان حزنها يسبب حيرته إلا انه لم يكن يتوقف عنده كثيرا ، أما الآن بعد أن رحلت فالأمر أصبح مختلفا

تأمل غرفتها المنظمة بشكل دقيق ..لفتت انتباهه كلمة مكتوبة باللغة الانجليزية على ورقة ملصقة باللوحة الصغيرة فوق المكتب الخشبي "love never dies" فتذكر ذلك الشاب الذي حاربت الجميع عندما أتى لخطبتها فور تخرجها من كلية الإعلام منذ حوالى ثلاثة سنوات ..حاول تذكر اسمه فلم تساعده ذاكرته ، كل ما تذكره هو كيف كانت تدافع عنه باستماته و كيف كان حزنها عندما انتهى الأمر برفضه لكونه فقيرا لا يصل إلى ثرائهم و مكانتهم الاجتماعية المرموقة

كانت مي فتاة مسالمة و لكنها عنيدة فآثرت أن تكتفي بحزنها و قرار في داخلها ألا تتخلى عمن أحبت على ألا تغضب والديها ...آثرت انتظاره حتى يصل إلى المكانة التى يريدونها و كان وليد يشعر بذلك كلما تحدثت العائلة عن رفضها لأحد المتقدمين لخطبتها ...كان يشعر وليد بذلك دون أن يتدخل لأن الأمر لم يكن يعنيه و لأنه كان في عالم آخر

"love never dies"

"ترى ماذا كانت تقصد عندما كتبت هذه الكلمة بذلك الخط المميز على لوحتها"

قالها وليد محدثا نفسه و هو يجلس على مكتبها الخشبي

دفعه فضوله ان يفتح حاسوبها الشخصي الموضوع على المكتب بشكل يوحي بحزنه على صاحبته ...ضغط على زر الفتح فإذا برسالة تظهر له تطلب كلمة السر الخاصة بالحاسوب

أمعن في التفكير عله يتوقع ماذا ستكون كلمه السر الخاصة بها ... تري هي "مي 1985 " أم " مي 2009" جرب كل الاشكال النمطية لكلمة السر و لم تفلح أيهم حتى التمعت الكلمة المكتوب على اللوحة في عينيه

" love never dies" و كأنها كانت تعرف أن أحدهم سيحاول أن يدخل عالمها بعد رحيلها فتركت لها كلمة السر مكتوبة بشكل مميز في مكان واضح

بطريقة تلقائية فتح البريد الخاص بها فوجد العديد من الرسائل الواردة النمطية التى لم يقرأ معظمها ...لم تلفت انتباهه إلا رسالة بتاريخ يوم االوفاه

" أعلم أني قد تأخرت كثيرا ، تقبلي اعتذاري لكن الأمر لم يكن سهلا و لم أكن أعلم كيف و متى أستطيع أن ألقاك و لكني أطمئنك أن كل رسائلك طيلة العام الذي افترقناه كانت تصلني... الآن أستطيع أن أخبرك أنه يمكنك اللحاق بي حسب وعدنا القديم .... إلى أن ألقاك لك مني أرق الورود ... امضاء : طارق"

كانت الرسالة على صغرها محيرة بحق ... هي موعد للقاء بينها و بين ذلك الشاب و من الواضح انهما كانا قد افترقا منذ سنة كاملة على وعد بلقاء ربما عندما يستطيع هو تحقيق حلمهما ، تراها كانت تعقد نية الهرب معه ؟؟ لا ...مي لا تفعلها

ضغط وليدعلى زر الرسائل المرسلة عله يجد الرسائل المرسلة منها ربما يكون فيها شيئا ما يفسر الأمر حتى رأى ما أدهشه

وجد في الصندوق ثلاثمائة و خمسة و ستون رسالة لعنوان واحد بواقع رسالة كل يوم إلى نفس البريد الخاص بذلك الشخص ، فتح الرسالة الأخيرة و التى كانت بتاريخ يوم يسبق الحادث ليجدها :

"غدا ، تبدأ السنة الثانية منذ افتراقنا الذي لم ينتصر على مشاعرنا ، ألم يحن موعد اللقاء بعد ، أعلم أنه لكل قدر ميعاد لكني أخاف على صبري من النفاذ و وحشتك لا تنقطع .. لا تنساني ..لازلت أنتظرك"

أخذ وليد في فتح الرسائل واحدة تلو الأخرى فوجد الكثير منها لا يحتوي إلا على عبارات الوحشة و استعجال اللقاء و منها ما فيه سرد لموقف من المواقف اليومية حتى وصل إلى رسالتين الأولى :

" اليوم جرحت يدي اليمنى و سالت منها الدماء عندما رأيت الدماء تذكرت آخر يوم كنا سويا عندما جرحت أنت و سالت دماؤك ... كنت سعيده بأن نتوحد في شعور واحد و ان كان شعور الألم ...تمنيت لو كان الجرح أكثر غورا ...كدت أفعلها بيدي ...لكنى تذكرت أنه ربما عندما أنتهى من ذلك قد لا نلتق مرة أخرى للأبد ...فضمدت الجرح بيدي الأخرى ...ليتك كنت هنا أو كنت أنا عندك لكانت يدك هي من يضمد جرح يدي ...سأصبر عل اللقاء قريب"

أما الثانية فكانت :

" اليوم كنت في مكاننا المعتاد ... شربت الليمون وحدي .. حدثت نفسي بأخباري كما كنت أحدثك .. و في طريق عودتى ذهبت للمكان الذي افترقنا فيه ... فوجدت هديتك ..لم أكن أتوقع أن تتركها لي في هذا المكان مثلما كان اتفاقنا .. كانت اجمل هداياك على الاطلاق –خاتمك الفضي المنقوش عليه جملتنا المفضلة باللغة الانجليزية love never dies ... خلعت كل ما كنت ألبس من خواتم ذهبيه و اكتفيت بخاتمك الفضي .. لن أخلعه من يدي حتى ألقاك ...لا تخف سأحافظ عليه"

مع كل رسالة يفتحها كانت حيرته تزداد ، فكل الرسائل مبهمة و ان كانت بسيطة ، جميعها رسائل تحمل من الشوق ما تحمل إلا أنها لا توضح تفاصيل القصة و لا البلد التى يعيش فيها ذلك الشاب.. و هي لا تمل ارسال الرسائل كل يوم حتى هداه تفكيره لأن يفتح اقدم الرسائل منذ عام عله يستبين الأمر و كانت المفاجأة :

" اليوم ...يومك الأول في عالم جديد ...عالم الموتى ..أعلم أن الأمر ليس سهلا عليك كما هو بالنسبة لي و أعلم أني قادمة إليك لا محالة ... لن أنساك حتى نلتق .. سأذهب كل يوم إلى مكاننا المعتاد ... سأشرب الليمون معك و احدثك عن أمور حياتي .. و في طريقى إلى العودة سأذهب إلى ذلك المكان حيث افترقنا ...سأبحث عن ذكراك ربما تبعث لي هدية تصبرني بها حتى اللقاء ... سوف ارسل كل يوم أخباري و أحوالي و سأنتظر منك الرد بموعد اللقاء ... في الزمان الذي يختاره لنا القدر...المخلصة لك ...مي"

أغلق وليد الحاسوب و قد فاضت عينيه بالدموع ... نزع الورقة المكتوب عليها كلمة السر برفق ثم وضعها في جيب قميصه و قد تعهد أمام نفسه ألا يبوح لأي مخلوق بالكلمة التى عاشت أخته من أجلها و ماتت بسرها ... تعهد أن يخفي هذا السر إلى أن يلقاها.... أو أن تبعث له بموعد اللقاء في رسالة عنوانها " Love never dies"

٢٠١٠-٠٥-١٥

رجاء



لا تبخلوا علي بالحقيقة ، أطلقوها في وجهي دائما كألسنة النارو أشعة النور، كالطلقات المدوية
و لا تخافوا
لن أموت من الصدمة
فليس في الكون صدمة مميتة مثل صدمة أن حياتك كانت كذبة كبيرة
و أنا إذ أرجوكم هذا الرجاء
أمنع نفسي من أن أموت هذه الميتة المقيتة
لا قدرها الله على أحدكم

٢٠١٠-٠٥-١٤

حقيقة مش كلام


قضى الله بالخلل العبقري الذي

يجعل المرء مُنكسرا.. حين يَكمُل

مُكتملا حين يُكسر.. مُستقتلا حين يُجرح
...............
تميم البرغوثي-قصيدة الفرح

٢٠١٠-٠٥-١٣

عدت يا يوم مولدي



في مثل هذا اليوم 13مايو سنة 1982 يعني من 28 سنة بالضبط كنت بعيط واااء واااء لأنى جيت للدنيا ، أصل كلنا تقريبا بنعيط أول ما بنيجي الدنيا عادي يعني
و الحقيقة دي كانت المرة الأولى اللى أعيط فيها لكن أكيد ماكانتش الأخيرة .
و بعيدا عن العياط و الحاجات دي المفروض أكون مبسوطة و لو اني ما اعرفش بالظبط ليه المفروض أكون مبسوطة يوم ميلادي مع اني كبرت سنة ، لكن يمكن المقصود من الفرحة اننا نفرح بسنة عدت عملنا فيها حاجة جديدة ، أصل أكيد في السنة دي فيه و لو حاجة واحدة جديدة عملناها أو درس اتعلمناه أو تجربة مرينا بيها كانت كويسة أو وحشة المهم اننا قابلناها
و يمكن تكون الفرحة في يوم الميلاد فرحة بأننا النهاردة أصغر من السنة الجاية بسنة كاملة ، يعني قدامنا سنة نعمل فيها حاجة جديدة نفرح بيها و احنا بنحتفل بيوم ميلادنا الجاي
ومن غير لخبطة كتير هحاول افتكر اللى حصل لي خلال العام الماضي
1- رجعت من الكويت بعد قرار أخذ مني تفكير كتير لكن أنا سعيدة بيه لأنى اتعلمت من تجربة السفر بما فيه الكفاية و اعتقد انى أخدت القرار في الوقت المناسب الحمد لله
2- اتوطدت علاقتى بناس كانوا بمثابة أيقونات التفاؤل و التعافي و الفضل لله في وجودهم في حياتي
3- قرأت عدد من الكتب لا بأس أذكر منهم :
لم أعرف أن الطواويس تطير - بهاء طاهر
البستان - محمد المخزنجي
اليهود في عقل هؤلاء- عبد الوهاب المسيري
الآن أفهم - زغازيغ - الغرفة207- أحمد خالد توفيق
ما فعله العيان بالميت - بلال فضل
و كتب أخرى استفدت منها الكثير و الكثير
4- مريت بالصدمة اللى بياخدها كل واحد جرب الحياة خارج مصر ولو لسنة واحدة و ساعد في زيادة شعوري بالصدمة بعض المحن اللى مر بيها ناس قريبين مني و أظهرتلى قد ايه للأسف بلدنا مش بتتقدم بينا
5- أخدت خطوة كان نفسي فيها من زمان و اشتركت في ورشة الكتابة اللى فعلا اتعلمت فيها كتير و قابلت فيها ناس محترمة جدا بداية من أ/ محمد حسنين اللى المفروض اكتب عنه تدوينة لوحده لغاية أصدقائي في الورشة اللى استفدت كتير منهم
6- كان نتاج الورشة كتاب نكش فراخ تجربة استفدت من الأخطاء فيها أكتر من الحاجات الكويسة ناس كتير شكرت في الكتاب و ناس كتير أفادوني بنقدهم و ملاحظاتهم أتمنى اننا نعرف نتفاداها في الجزء الثاني اللى هيكون جاهز قريبا إن شاء الله
كفاية كده بقى أصل دي سنة كاملة أكيد حصل فيها حاجات تانية :)
أما السنة الجديدة فأتمنى حاجات كتيرة فيها أولها و آخرها يتلخص في كلمتين
1- الإخلاص
2- الهمة
يااااارب اجعل أعمارنا شاهدا لنا لا علينا
و اهدنا فيها للصراط المستقيم

ملحوظة : العنوان مقتبس من أغنية لفريد الأطرش بس كئيبة قوي ماينفعش أكتب كلماتها في مناسبة زي دي :)
ملحوظة تانية : نستقبل جميع أنواع التهاني و الأمنيات و التورتات الحقيقي منها و الافتراضي و نشكركم لحسن تعاونكم
أختكم : آية :))

٢٠١٠-٠٥-١٢

شيخوخة مبكرة



لأن مأساته كانت أكبر و أعمق من أن يصفها لمن حوله كان يكتفي بالصمت و التأمل ، كان يعتمد على الذكريات التى ستستعيدها هي عندما يكبرا في السن ، لم يكن يعبأ بكونه سيعيش عمرا طويلا وحده بعد أن اتخذ قراره بالوحدة الاختيارية بعد انفصالهما .

و عندما علم بزواجها من آخر بعده ، كان يعرف أنها سوف تندم يوما ما بعد أن يغزو الشيب رأسها و تنحني قامتها قليلا ، وقت أن يتركها ذلك الآخر لأي سبب يترك الرجال من أجله زوجاتهم في سن الشيخوخة ، كان يعرف أنها ستمر بلحظة تتذكر فيها أمنياتهما سويا بأقداح الينسون المشتركة قبيل الغروب و جلسة ينتظران فيها هاتفا يحمل خبرا جميلا أو ربما عاديا عن أحد الأبناء و وجهه الملهوف و هو يذكرها بموعد الدواء ، كان يتمنى أن تتذكر كل هذه الأمنيات التى وعدها بها .

و لكنه لم يكن يتوقع أن يضن عليه الزمن حتى بذكراها له ، فقد قرأ اليوم نعيها في صفحة الوفيات ، ماتت قبل أن تذوق طعم الشيخوخة .

٢٠١٠-٠٥-٠٧

تضامنا مع يوسف زيدان



في واحد من المواقف الغريبة للنائب العام إحالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بلاغ نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان ضد الدكتور يوسف زيدان مؤلف رواية عزازيل إلى نيابة أمن الدولة العليا لاتهامه بازدراء المسيحية.

إلى متى سيظل الإختلاف فيما يتعلق بالفكر و الآراء يقابله بلاغات و اتهامات و حبس ؟ أللأفكار سجون تحبسها أم للفكر معاصم نستطيع تقييدها بأساور من الحديد ؟ الأمر مضحك مبكي و مخزي أن يكون الأمر لازال في بلادنا يدار بهذه الطريقة الجوفاء .

عندما قرأت عزازيل كنت قد سمعت عنها من قبل ، الحق لم أسمع بالضجة الكبيرة من قبل الإخوة المسيحيين و إنما كنت قد سمعت عن روعة الأسلوب و جمال الصورة و عمق الرواية مما أثار شهيتي لقرائتها ، و بالفعل قرأتها و شعرت بكل ذلك ، أنجزت قراتها في وقت قياسي بالنسبة لي لأنها مشوقة بحق ، جعلتني أترك النوم لأكملها بشغف و الحق كانت تستحق .
أدخلتني الرواية في حقبة زمنية لم أقرأ عنها من قبل و فتحت أمامي بابا لم أكن أراه من قبل ، باب اكتشاف تاريخنا العريق الملئ بالاحداث و الحوادث التى لابد لنا من أن نعرفها لا أن نهاجم من يفتش فيها و يخرجها لنا لنراها .
أشعرتني الرواية أنني كنت أنظر بنظرة سطحية للديانة المسيحية و أنني لا اعرف عنها الكثير و لا عن تاريخ دخولها لبلادنا الأمر الذي لا يقل أهمية عن معرفتى كمسلمة مصرية لكيفية دخول الإسلام لمصر كلاهما تاريخا لابد لي من أن أعرفه جيدا .
فتحت الرواية أفقى لذلك العالم المحجوب عنا كمسلمين -عالم الكنيسة و الأديرة و ما يدور فيها و ما قد يدور فيها قريبا مما يدور في قلوبنا و عقولنا كمسلمين - الراهب الذي يبحث عن الحقيقة و يعمل عقله في كل تفاصيل دينه كي يستفهم الكثير ،العامة الذين يتحركون خلف الشعارات الرنانة لأي خطيب مفوه ، الإنسان الذي يحمل في طياته الخير و الشر معا ، القديس الذي يتحول شيطانا في وقت ما ثم يعود ملاكا يذرف الدموع من أجل أن يرضى عنه مولاه
كل هذا و الكثير حملته الرواية التى يحكم عليها بعض المدعين بأنها ازدراء للمسيحية دون تعمق في مغزاها و معناها ليتركوا واحد من المبدعين في بلادنا ليستجوبه رجلا في النيابة ربما لم يقرأ الرواية أو يسمع عنها من قبل و ربما يسأله : ترى من تقصد بهيباتيا التى قتلها العوام على قارعة الطريق ؟ أهي المواطن المصري الذي قتلته الحكومة ...اعترف؟ أي هراء هذا !!!!!

في الحقيقة أنا ممتنة لكل من كان وراء هذا القرار أو من سعى إليه : أولا : لأنه جعلني أكتب عن رواية تركت في أثرا كبيرا
ثانيا : جعلني أمضي وقتا ممتعا على اليوتيوب أستمع للكثير و الكثير من حلقات دكتور يوسف زيدان التى أثرتني بالفعل عن الرواية وعن نظرته لأمور عديدة زادت من تقديري واحترامي له
ثالثا: كشفت لي و للكثيرين غيري عن قناع جديد كانوا يلبسونه هؤلاء المدعين بحرية الابداع و الفكر
أشكركم بحق
و لا عزاء للمبدعين

صفحة التضامن مع الدكتور يوسف زيدان على الفيس بوك

تدوينة أستاذ أحمد شقير عن الخبر

٢٠١٠-٠٥-٠٥

استفزاز يومي



روش
طحن
كبر
نفض
احلق
مزة
فرسة
آخر حاجة
في كل يوم نفاجأ بكلمة دخيلة على قاموس حياتنا
كلمة جديدة
لا أزعم أنني لا أتعامل بهذا القاموس في بعض الأحيان إلا أنني في كل يوم أكتشف ان القائمة تزداد و كل يوم تنضح علينا بأمثلة جديدة للقبح ،
من أكثر الكلمات استفزازا لي شخصيا كلمتي "مزة" و كلمة " آخر حاجة"
للأسف الكلمة الأولى تستخدمها البنات أكثر من الشباب بشكل مستفر و تقليد أعمى دون تفكير في المعاني و المحامل القبيحة التى تحملها الكلمة
أما الكلمة الثانية فهي تعطيني انطباعا لا يمحى بسهولة عن تفاهة الشخص المتحدث بها ، أشعر أن من يقولها يريد أن يعلمني أنه مطلع على آخر ما وصل له القاموس من كلمات و إن لم يكن لها أي معنى أو فائدة
فكلمة كبر أو نفض بالرغم من تدنيهم أيضا إلا أن فيهم اختصارا ما أو وصفا لفعل ما دون الحاجة إلى التحليل و التفسير أما هذه الكلمة الغربية " آخر حاجة " فلا تعني إلا أن من يقولها - مش عارف يقول على الآخر أو قوي أو جدا- تلك الكلمات الأبسط و الأوضح
يعني البيه ثقافته ألمانية فبيتكلم عربي مكسر مثلا ؟!!
و لهؤلاء أقول:
من تطور بغير طوره فدمه هدر

٢٠١٠-٠٥-٠٣

في فضيلة الصمت



أعترف أنني أصبحت أكثر هدوئا ، أكثر تقوقعا و إن ظهر للناس العكس
أكره الهاتف ، أكرهه بحق و أعتذر للتنمية البشرية و مدربيها الذين يصرون أن الكتابة هي أضعف الوسائل للتواصل مع البشر عن كفري بكل ما يقولون و ضربي به عرض الحائط ، هكذا أنا و إن حاولت التغيير ، آخر من يجيب الهاتف المنزلي في بيتنا و آخر من يجيب هاتفي الخاص أيضا ...
في كل عام تأتيني أوقات للتقوقع أفضل فيها الصمت و أؤثره عن أي كلام و إن كان مفيدا ، فالصمت كبرياء كما قال نزار و الصمت صمود أمام الهموم المتكاثرة كما أراه و الصمت مراجعة و تأمل و الصمت حب لكل البشر و إرادة من داخلك أن يحبك من حولك دون إفصاح و أن يتغاضوا عن كل سيئاتك.
أصدقائي عن طريق الكتابة هم الأقرب و الأنقى ، أرى نفوسهم أو ما يتمنوا أن تكون عليه نفوسهم بعيدا عن وجوههم أو طرق إلقائهم التى ربما تكون معوقا لكلينا في التواصل ، و في لحظة معينة عندما نقرر أنه لابد لنا من اللقاء ، نلتق فنجد أنفسنا و كأننا أصدقاء من زمن طويل و نقرر أن نظل هكذا أصدقاء أرواح في الغالب مع بعض الاستثناءات وقت الحاجة.
أصدقاء روحي هم الأكثر حظا من دعائي بظهر الغيب هم أيضا يدعون لي كثيرا و يحلمون بي كما أحلم بهم ، نتبادل الأحلام و الأمنيات ، نتبادل القلق و التفاؤل و حين يؤثر أحدنا الصمت و التقوقع يتفهمه الأخرون دون أي عتاب.
أما شركاء الواقع هؤلاء الذين لا يعرفون عن فضائل الصمت الكثير ، يتعجبون يشفقون و يحاولون التفهم من بعيد دون جدوى فيجبروني على الخروج من محرابي لأمارس طقوسا يومية مجوفة في انتظار موسم جديد من مواسم الصمت.

"بلغنا ان الحكمة عشرة أجزاء تسع منها بالصمت والعاشر في عزلة الناس".وهب ابن الورد

٢٠١٠-٠٥-٠٢

أفئدة الطير



لازلت أذكرها تلك السيدة البسيطة التى قابلتها في الحرم المكي أمام الكعبة قبيل صلاة الفجر منذ عام تقريبا ، كانت مصرية بسيطة تذكرت فيها أمي التى كنت قد ابتعدت عنها لظروف سفري من قبل ذلك التاريخ بشهور ، جلست بجواري ثم ابتسمت في و جهي و كأنها تعرفني منذ زمان كان وجهها منيرا رغم سمرة بشرتها ، كان يبدو علي الارهاق و قلة النوم فأشفقت على من أن يغالبني النوم فأخذت تتحدث معي بضع دقائق حتى رفع الأذان.
لم يخل حديثها من الدعاء و الذكر بالرغم من أن موضوعه الأساسي دار عني و كيف أتيت و ماذا أعمل ، لكنها كانت تتبع كل جملة بالحمد لله و الدعاء و كنت أؤمن على دعائها في خشوع.
دعت لي كثيرا و أسدت إلى العديد من النصائح ، دعت لأبنائها مثل ما دعت لي ، صلينا الفجر متجاورين ثم أوصتني و كأنما توصي واحدة من ابنتيها التى حكت لي عنهما ثم استودعتني الله ورحلنا.
كلما اشتقت للزيارة مرة أخرى- كما أنا هذه الأيام- تذكرتها ...اللهم أكرمها و أعزها
و ارزقني و كل مشتاق الحج و العمرة لأدعو لها كما دعت لي دون أن تعرفني أمام بيتك الحرام

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير"أخرجه مسلم

-أحسبها منهم و لا أزكي على الله أحد-

٢٠١٠-٠٥-٠١

و هزي إليك بجذع النخلة



لست عالمة في تفسير القرآن و لا حتى طالبة علم فأنال شرف تفسير الآية و لكنى سأعرض عليكم فهمي البسيط لها كما سمعتها من علماء للتفسير و دعاة أثق في آرائهم و كما أفهمها
أتذكر هذه الآية كلما اشتدت عليّ أمور الحياة و كلما شعرت بأنني مرهقة و أنه لابد لي من الراحة و تقليل الأعباء التى أحمل نفسي بها ، أو كلما قارنت نفسي بأناس آخرين لا يحملون الهموم و لا المتاعب و لا يضعون أنفسهم في مواجهة المسئوليات

بسم الله الرحمن الرحيم
(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) [مريم: 23-26].

في موقف كهذا امرأة طاهرة مطهرة اختارها الله لتحمل نبي الله و كلمته و لكنها حزنت حزنا شديدا لخوفها مما سيقوله الناس عليها ثم تنتبذ به مكانا قصيا حتى لا يراها الناس ، كل هذا العناء و يأمرها الله بعد ذلك بأن تهز النخلة حتى تطعم ، أليس الله بقادر على أن يجعل الطعام يأتيها دون أن تبذل هذا الجهد ، أليس الله بقادر على أن يجعل الرطب تنزل عليها دون أن تهز هي النخلة؟ بلى فالله قادر على كل شئ سبحانه
و لكنه سبحانه و تعالى أراد أن نتعلم من قصة السيدة مريم أن الحياة لم تخلق للراحة و أن الدنيا لا تأت إلى غلابا ، و أن التعب و النصب جزائهما عند الله و لكن بعد أن نبذلهما رخيصين انصياعا لأوامره جل و علا
و سبحانه يجعل في كل أمر سرا خفيا بل أسرارا لا نعلمها
فبعد مئات السنين تكشف دراسة أمريكية أن أن التمارين الرياضية مهمة للأم الحامل

* ترى دراسة حديثة أن ممارسة الحامل للتمارين البدنية قد تحسّن صحة الجنين وتساعد في منع وفيات المهد. وتقول ليندا مي، من "جامعة كنساس سيتي"، التي قدمت الدراسة في مؤتمر "علم الأحياء التجريبي"، الذي انعقد في نيوأوليانز، إن التمارين تساعد في منع وفيات المهد، لأنها تساعد في نمو الجهاز العصبي، حيث يعتقد الباحثون إنه المسبب وراء الظاهرة التي يقف العلم عاجزاً عن تفسيرها أو إيجاد وسائل لمنعها. واكتشف الباحثون أن نبض الجنين في الرحم ينخفض ويتحسن تنفسه إذا ما كانت الأم نشطة بدنياً.

فسبحان من جعل في أربع كلمات درسا لو وعيه أهل الهمم لبذلوا كل هممهم من أجله
فإذا شعرت يوما أنك مثقل بالهموم و الأعباء فلتقف لحظة و لتتأمل أكان موقف أصعب أم موقف السيدة مريم رضي الله عنها ؟ بالطبع موقفها هو الأصعب ..إذا فلتهز النخل و تبذل الجهد و لا تمل فالله عنده رطبا جنيا لا ينالها إلا كل صاحب همة

يقول المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجــــوم
فطعم الموت في أمر حقير *** كطعم الموت في أمر عظيم
يرى الجبناء أن الجبن حزم *** و تلك خديعة الطبع اللئيــــم


* الكلام باللون الأخضر منقول