٢٠٠٩-٠٢-٢٦

في عامها الثاني



الزمان :الجمعة فبراير 2007
المكان: غرفة المكتب في بيتنا القديم
التوقيت : الساعة 12 بعد نصف الليل
أجلس أمام شاشة الكمبيوتر ، عندي تسليم مشروع خاص غدا ، لم أذق طعم النوم منذ حوالي 48 ساعة ، أحسب الوقت فأجدني سأحتاج ألا أنام هذه الليلة أيضا ، الضيق و الضجر يخيمان على كل شئ ، إذا هو الوقت المناسب لإنشاء مدونتي الخاصة :))
كنت منذ فترة أتابع المدونات باهتمام و اعجاب بتلك الفكرة ، أجمل ما أعجبني فيها فكرة الحرية ، أن أكون حرا أقول ما أريد وقتما أشاء ،لا أحد يمنع أحد و لا أحد يعترض على رأي أحد
و كان السؤال بم سأسميها و ماذا سأكتب فيها؟
أما عن السؤال الأول فلم تستغرق الإجابة أكثر من إحدى عشرة ثانية و نصف كي أقرر أن يكون اسمها الحلم العربي لأسباب كثيرة ذكرت القليل منها قبل ذلك و احتفظت لنفسي بالكثير
و أما عن إجابة الشق الثاني فكانت هي الفكرة التى جائت بعد السكرة
ماذا سأكتب ؟؟
هل أجمع قصاصات الورق القديمة التي تملأ أدراجي و خزاناتي و كتبي القديمة
أم أعتمد على القصاصات الأكثر التى تملأ أدراج عقلي
فليكن أيهما المهم أن نبدأ
و بدأت بالفعل
كان يسيطر علي شعور بأني سوف أغلقها أو أمسحها قريبا عندما أكتشف أن الأمر ليس بهذا التشويق و أنه لا أحد يقرأ أو يتابع خاصة أني كنت قد قررت ألا أخبر أحدا من أصدقائي حتى بسمة صديقة الطفولة و الأقرب لقلبي بها حتى أتمتع بقسط الحرية الخاص بي كاملا
بالطبع زارتني كثيرا فكرة الإغلاق مده العامين عمر مدونتى و لكن الإرجاء او العزوف كان الحل الأمثل في جميع الأحوال خاصة عندما يأتيك تعليق من صديق لم تكن تتوقع تشجيعه .
لا أخفيكم سرا ، أصبحت أدمنها و أصبحت تدمنني ، لا أتخيل حياتي بدونها الآن ، و لا أتخيل حياتي بدون أصدقائي الذين عرفتهم منها، فكيف لي أن أعرف أصدقاء باحترام و عقول أصدقائي المدونين المتفتحة؟
كيف لي أن أعرف أنه لازال في العالم من يعرف الأصدقاء لا لمصلحة مشتركة او لصدفة من صدف الحياة ؟
هذه هي حياتي مع مدونتى منذ عامين
عامين مراعلينا تحملتني و تحملتها و تحملتونا أنتم
في عامها الثاني
أتذكر مكان عملى القديم
أتذكر قرارات التغيير
كورسات التنمية البشرية
أتذكر تنقلي من مكان لآخر و أحاسيسي وقتها و دعم أصدقائي المدونين
أتذكر رمضان قبل الماضي الذي كان من أجمل رمضانات حياتي
أتذكر أيام سفري و ترددي في اتخاذ القرار
أتذكر أيامي الأولى في الغربة و كيف كنت أشتاق للبوح فيها

في عامها الثاني
أشكر الله أن سخرها لي لأعرفكم من خلالها أولا
و لتكون ملاذا في أوقات صعبة ما كانت لتهون لولاها
و أوقات حلوة أصبحت أحلى بها

٢٠٠٩-٠٢-١٠

عفوا ...لقد كان أحدهم هنا





كانت غريبة الأطوار
لست وحدي من لاحظ ذلك
الجميع كانوا يشعرون بأنها و إن حاولت الذوبان فيهم لازالت غريبة
في عينيها أشياء كثيرة
خجل الأرنب يخفي وراءه أسد ينتظر لحظة الهجوم ليعلن عن ثورته
براءة الحمل تخفي ورائها ذكاء المهر
في هدوئها صمت يختزل الكون في تلامس أهدابها و نسيم أنفاسها
في لمعة عينيها بريق يشعر الجميع معه أنه لازال لدى الحياة الكثير كي تقدمه
و أن الغموض ما هو إلا تشويق لأمور من الجيد أن تكون حقيقة
......................

صوتها الهامس لم يترك لأحدهم مجالا إلا أن يكون فضوليا حيالها
الكل ينتظر لحظة أن تتحرك شفتيها
الكل يريد أن يعرف
فالفضول طبيعة بشرية ، و لكن ثمة بعض الأشخاص يثيرون تلك النزعة بدرجة أكبر لدى الآخرين
و بالطبع كانت هي منهم
.........................
لقد كان هو أيضا من هؤلاء الفضوليين
و لكن فضوله كان يختلف الكثير
لم يكن كلامها يعني أسرارا و أبوابا مغلقة تفتح
لقد كان أضواءا تهديه إلى الطريق الذي كان يقف عند بدايته ينتظر
............................
أصبحت هوايته القراءة
بطبيعته كان يحب القراءة و لكن قراءة أعين البشر هواية جديدة تعلمها منذ أن رآها
لم يكن الأمر سهلا لدى رجل لم يفتأ ينفض الغبار عن ثيابه من أثر حفرة ماضية أن يمضي في ذلك الطريق المظلم البداية المجهول النهاية
و لكنه لم يمتلك حتى فرصة للتفكير
كان عليه أن يسير في صمت ربما يستبين الطريق بشكل أفضل
..........................
حتى جاءت اللحظة التى ظن الجميع انها نقطة الانطلاق
فالكل كان يرسم لها و له نهاية متشابهة
أو فلنقل بداية لقصة يتمناها كل منهم
لقد دفع دفعا أن يكسر الصمت كي تنطلق الأسطورة
و كعادته
حاول أن يقترب
و كعادته حاول أن يقرأ عينيها كما كان يفعل كل صباح
...............
في كل مرة كان يرى الإشارات ربما مبهمة أو مزدوجة
و لكن هذه المرة لم تكن الإشارة إلا صوت مخنوق داخلها
صوت تكاد كل حواسها تنتفض به
صوت صارخ من قلبها يقول:

" عفوا لقد كان أحدهم هنا"