٢٠١٠-١١-٠٢

مقام الزهد


أقسمت يا نفس لتنزلن لتنزلن أو لتكرهن
إن أجلب الناس وشدوا الرنة ما لي أراك تكرهين الجنة!

و ماذا لو أنه قد كتب عليك أن يكون هذا الأمر فتنتك و اختبارك في الدنيا ، أتنصر نفسك أم تنتصر لأشياء لن تكون لك إن لم يردها ؟
و من أدراك أنه في هذه المحنة ربما تكمن منحة تنتظر منك الجلد و الثبات في الوقت الراهن؟
أشقيتِ يوما بالدعاء؟
لكن النفس ضعيفة ، و المحنة أكبر من كل ما مررت به من قبل، أعلم ذلك و لكني أعلم أيضا أن الأجر يأتى على قدر المشقة ..فلا تحزن و لا تجزع ...إنما تقضى هذه الحياة الدنيا
ينقصك فقط في هذا الوقت أن تتذكر كيف كنت من قبل الفتنة و كيف كانت تسير حياتك ..أتذكر؟!
أتذكر ليالي الزهد في هذه الدنيا الزائلة؟ كم كانت جميلة تلك الأيام ، كانت تمر سريعا بلا أخطاء تذكر و لا دموع تذرف بلا جدوى
كانت أياما مليئة بأشياء ليس منها كل ما يشغلك من خواء الآن ، كانت أنقى و أطهر بلا أهواء تقيمك اليوم في السماء ثم تطرحك أرضا في الصباح
كنت تصحو على الخبز فتحمد ربك على القوت القليل ، و تنهض في نشاط مستحضرا نية إعمار الأرض فترى تعب الدنيا طريقا يفتح لك أفاق جديدة في العلم و التعلم لمهارات الدنيا كي تكون يوما أهلا لها ، أنت من طلقتها ثلاثا
فكيف لك أن تعيدها بيتك و هي عليك محرمة؟!
و إن أعدتها بيتك أتأمن مكرها؟ ألا تعلم جيدا أنها ما حلت إلا أوحلت
أنت تعلمها و تعلم دروبها الموحشة ، و تعلم أنك لو تركت لساقيك العنان فيها ستركض فيها ركض الوحوش في البرية و لن تنال إلا ما قد كتب لك و لن يزيد

يا نفس إلا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت


و في النهاية ، سيكون الموت و الحساب ، بعد يومين؟ أم ثلاثة؟ لا يهم
المهم أنه قادم و أنك في كل يوم تصير إليه أقرب

يا صديقى
إن السلامة فيها ترك ما فيها
فاقنع بمقام الزهد فيها قبل أن يفرض عليك فرضا


ليست هناك تعليقات: