٢٠٠٧-٠٣-٢٤

لا نحن نحن........... و لا الزمان هو الزمان
أستطيع أن أقول أن حالتى النفسية اليوم هي الأسوأ ...........
كثيرا ما يسألنى أصدقاء الكلية أو القليل منهم الذين أقابلهم بالصدفة أو الذين لازالت بيننا مكالمات هاتفية قليلة للاطمئنان عن رأيي إذا كنا الآن أحسن من أيام الكلية التى كانت بها شقاء و عناء كثيرين جدا أم أن حالنا كان أفضل في أيام الكلية؟؟
و لكنى كنت أجاوب بأننا الآن أحسن بكثير و كانوا هم دائما معارضين لى متعللين باننا الآن نتعب و نحمل الهموم رغما عنا و اننا مهما كنا نتعب في الكلية و لكن همومنا لم تكن بذلك القدر و أن أيام الكلية كنا صغار و أننا الآن نشعر باننا كبرنا زيادة عن اللزوم.
و لكن كانت دائما وجهة نظري بأننا الآن نعرف ما نفعل و نستطيع التخطيط لحياتنا افضل دون ان يتحكم فينا دكاترة الجامعة المتغطرسون ...
و للحق أيضا كنت أحاول أن أنظر للمسألة بشئ من التفاؤل و أشعر نفسي بأن الحاضر أفضل من الماضي و أن المستقبل أفضل إن شاء الله..........
و لكنى اليوم أشعر كم كانوا صادقين في شعورهم فنحن بالفعل كبرنا............
كبرنا قبل الأوان ...... حملنا الهم بدري ......
كلنا تغيرنا حتى الذين يصرون على العكس...............
3 سنوات و نصف مرت على تخرجنا من الكلية .... كلما قابلت أحدهم شعرت كم تغيرنا......كلما نظرت لنفسي و تذكرت حالنا أيام الكلية ....عرفت كيف أننى أنا نفسي تغيرت..
صديقاتى .........أحبهن كثيرا ...و لكن.....شئ تكسر بيننا
زملاء الجامعة و مساحة الاحترام التى كانت بيننا كلها كانت ذكريات جميلة .....و لكن الآن ....شئ تكسر بيننا
أعترف أننى كنت سببا في ذلك الشئ الذي تكسر ..... لا أنكر ذلك و خاصة فيما يتعلق بمساحة الإحترام التى كانت بينى و بينهم .. كنت اريدها اكبر ... او بمعنى أصح ..كنت اريد أن أقطع علاقتى بهذه الحياه......... كنت قد مللت من هذه الحياه...
كنا بحق ملتزمين....أكثر من الآن.... بالرغم من ذلك الاختلاط الذي يسمونه في الكلية...
أتذكر اجتماعات الأبحاث و كيف كنا في أول كل اجتماع ننظر في الأرض من فرط ما كنا نريد لعلاقاتنا سويا شكلا محترما و أتذكر أيضا كيف كانت تتلاشي تلك النظرات الخجولة بالوقت و لا يشغل بالنا إلا تلك الهموم الكبيرة في أعيننا وقتها و هي انجاز على الأقل خمس أبحاث في الغالب يجب أن نسلمها كلها في وقت واحد.
أتذكر هؤلاء الناس الذين كنت أتمنى أن أتعرف عليهم و ان أكون قريبة منهم و لكن خجلى منعنى..... لو رأيت هؤلاء الناس الآن ما ترددت في ان أذهب لهم و أتعرف عليهم .....ألم اقل أنى تغيرت كثيرا....
كنا بحق ملتزمين ..... أكثر من الآن ....كانت البراءة تحيطنا
كانت شرائط عمرو خالد هي الأشياء المتبادلة بيننا.......كنا نتحدث كثيرا عن الضلال الذي يعيش فيه الكثير من طلبة الجامعة و عن كثرة سماعهم للموسيقى والأغانى....و عندما تمر بنا لحظات عصيبة في تجهيز الأبحاث نجد أحدنا تبرع و وضع شريطا قديما لاحد الأغانى ليروح عنا ..............و لا يجد من يعارضه منا......الآن لا يحدث أحدنا نفسه بهل مشاهدة قنوات الأغانى كثيرا حرام ام لا ....ألم أقل أننا تغيرنا كثيرا
ذكرتنى هذه الذكريات بأبيات فاروق جويدة:
لم لا نقول أمام كل الناس .........ضل الراهبان
لم لا نقول حبيبتى ..........قد مات فينا العاشقان
فالعطر عطرك و المكان هو المكان
لكننى ما عدت اشعر في ربوعك بالأمان
شئ تكسر بيننا
لا أنت أنت
و لا الزمان هو الزمان
أعتقد ان ما فقدناه بمرور الوقت هو شئ كبير.............هو البراءة

ليست هناك تعليقات: