لأن مأساته كانت أكبر و أعمق من أن يصفها لمن حوله كان يكتفي بالصمت و التأمل ، كان يعتمد على الذكريات التى ستستعيدها هي عندما يكبرا في السن ، لم يكن يعبأ بكونه سيعيش عمرا طويلا وحده بعد أن اتخذ قراره بالوحدة الاختيارية بعد انفصالهما .
و عندما علم بزواجها من آخر بعده ، كان يعرف أنها سوف تندم يوما ما بعد أن يغزو الشيب رأسها و تنحني قامتها قليلا ، وقت أن يتركها ذلك الآخر لأي سبب يترك الرجال من أجله زوجاتهم في سن الشيخوخة ، كان يعرف أنها ستمر بلحظة تتذكر فيها أمنياتهما سويا بأقداح الينسون المشتركة قبيل الغروب و جلسة ينتظران فيها هاتفا يحمل خبرا جميلا أو ربما عاديا عن أحد الأبناء و وجهه الملهوف و هو يذكرها بموعد الدواء ، كان يتمنى أن تتذكر كل هذه الأمنيات التى وعدها بها .
و لكنه لم يكن يتوقع أن يضن عليه الزمن حتى بذكراها له ، فقد قرأ اليوم نعيها في صفحة الوفيات ، ماتت قبل أن تذوق طعم الشيخوخة .
هناك تعليقان (٢):
وجعتني يا آية أوووي أوووووي
و مش لاقية تعليق
أنا آسفة انها وجعتك لكن فيه حاجات في الحياة كتيرة بتسير على غير رغبتنا أكيد بيكون في من وراها حكمة
أشكر مرورك عزيزتي
إرسال تعليق