٢٠١٠-٠٨-٢٩

إحالة العمال للمحاكم العسكرية موت وخراب ديار



لا تكتفي الدولة بتشريد وإذلال وقتل العمال بدم بارد نتيجة سياساتها المعادية لهم، بل تسعى أيضا لإسكات أصواتهم باستخدام أكثر الأساليب قهرا بتقديمهم للمحاكمة العسكرية التي لا يتوافر بها أي ضمانات أو حقوق دفاع.
يحاكم الآن ثمانية عمال من مصنع 99 الحربي (شركة حلوان للصناعات الهندسية) أمام المحكمة العسكرية بتهم إفشاء أسرار عسكرية والامتناع عن العمل والاعتداء بالضرب على اللواء محمد أمين رئيس مجلس إدارة الشركة، كان العمال الثمانية قد تم القبض عليهم مع 17 آخرين من زملائهم عقب اعتصام عمال المصنع يوم 3 أغسطس الجارى احتجاجا على انفجار أنبوبة نيتروجين ( غلاية ) داخل المصنع مما أدى إلى وفاة العامل أحمد عبد الهادي(37 عاما) وإصابة ستة عمال آخرين بجروح.
وعلى أثر تلك الاحتجاجات سعت أجهزةالدولة إلى ترهيب العمال وتأديبهم لتجرأهم على الاحتجاج فاتخذت ضد 25 عامل إجراءات تحقيق تلاها إحالة 8 من عمال المصنع إلى النيابة العسكرية تمهيدا لتقديمهم لمحاكمة عسكرية رغم أنهم عمال مدنين ورغم أن الأمر يتعلق بنزاع عمل تحكمه القوانين العادية.
وقامت النيابة العسكرية يوم السبت الموافق 14 أغسطس بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات ثم تجديد حبسهم مرة أخرى يوم الثلاثاء الماضى، ثم تحويلهم للمحكمةالعسكرية التى بدأت أولى جلساتها الأحد 22 أغسطس ليتم تأجيل المحاكمة إلى الأربعاءالمقبل، كما رفضت النيابة العسكرية إعطاء المحامين صورةملف القضية للإطلاع عليه، وتحددت جلسة مفاجئه سريعة للمحاكمة.
وبالرغم من ادعاء وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي دائما في جميع المحافل بأنها تقف بجانب حقوق العمال، إلاأنها لم تحرك ساكنا إذاء ما يحدث للعمال، هذا بالإضافة للصمت المعهود من اتحاد عمال مصر و تقاعصه عن الدفاع عن حقوق العمال والتصدي لما يحدث لهم من انتهاكات.
ونعلن نحن المتضامنين مع العمال رفضنا لتقديم عمال مدنيين لمحاكمة عسكرية، وتطالب بإحالة القضية للقضاء العادي، وتطالب أيضا بمحاكمة المسؤلين عن موت العامل ومحاكمة إدارة المصنع التي تسببت في أكثر من انفجار وإصابات ووفيات بين العمال بسبب الإهمال، ونحذر أن تكون المحاكمة صورية وحكمها جاهز سلفا، ونعلن بدأ حملة تشهير واسعة محليا ودوليا ضد المسؤلين عن تلك المذبحة.
............................................................

رسائل البحر
أنا و هؤلاء
ايجي فويس
مدونة دودا
مصري
تأملاتي
مصري في فرنسا
مركز الدراسات الاشتراكية
تضامن
المنتدى النقابي الحر
اخوان اونلاين ( إياد جاي؟)
هرش مخ
حكاية مصرية
كومة و رق
مصر الحرة
mostahfazana

ونرجوا من الجميع نشر البيان في كل المدونات

٢٠١٠-٠٨-١٤

رحمة



أعلم
أن يد الله ترعاني و تحميني
ترسل لي الاشارات في الوقت المناسب
تنير لي الطريق
لكن بصري أقل إدراكا لكم الحقائق التى تستشعرها بصيرتي
و الله رحيم بي ...رحيم جدا
أتظاهر بعدم الفهم ، أتجاهل الاشارات بدعوى غموضها
فيرسلها واضحة جلية وضوح الشمس في كبد السماء
...
فيا رسائل الله النيرة
تجلي أكثر و أكثر
و يا رحمة الله الواسعة
لا تتركيني عندما ينقشع الضباب

٢٠١٠-٠٧-٢٣

خلخال


ذهبي اللون ، دقيق رقيق ، تتدلي منه قطع ذهبية صغيرة تحمل أشكالا مختلفة ، قلوب و أيدي صغيرة و أحجار ، كل ذلك لا يهم المهم هو هذه الساق التى يطوقها في حسن بديع ، المهم هو ذلك الصوت الذي يأتيك من حركته أينما تحركت الساق الملفوف عليها ، صوت لن تستطيع تحديد هويته ، أهو زقزقة عصفور سعيد بطيرانه في الهواء ؟ أم صهيل جواد جامح يركض في الصحراء دون قيود؟ هل هو صوت سعيد كونه هنا في هذا المكان من جسدها وحده؟ وحده يحظي بكل ذل
ك الجمال بل و يزيده ، وحده له الحق في الالتفاف حولها ، في الحديث إليها بصوته العذب ، في مداعبة قدمها دون ضجر، في السير معها أينما ذهبت ، وحده ذلك الصغير يحظى بكل ما تمنيناه ...و لم نمتلكه يوما، أم هو صوت حزين كونه لا يستطيع أن يتحرك إلا في هذا الجزء منها ، لا يستطيع الاقتراب منها أكثر ، فقط يكتفي بما تمنحه له من مسافة للاقتراب ؟
كانت الوحيدة في دفعتنا التى تلبس هذه القطعة الفريدة من الحلي ، الوحيدة التى تمتلك الجرأة أن تسير وسط طرقات الجامعة دون خجل من ذلك الصوت المنبعث من قدمها بفعل هذا الخلخال ، و الوحيدة التى ترى أن هذه حريتها الشخصية .
كثيرا ما انتقدها الزملاء شباب و بنات لكنها لم تهتم يوما بكلامهم ، كانت تعلم في داخلها أن البنات ما هن إلا ضعيفات يغرن من قوتها و الشباب يتمنوا أن تكون لهم و هم رجال نصف جرأتها و شجاعتها في التعبير عن شخصيتها .مع الوقت اعتدنا عليها و أصبح الخلخال سمتها و جزءا من شخصيتها المطبوعة في عقولنا ، لم يعد صوته يجلب لنا القلق و لا شكله يجلب للبنات الغيرة ، فقط هي هكذا ، و نحن هكذا نراها من بعيد نتمنى أن نمتلك ما تمتلك لكننا لا نستطيع.
................................................
في يوم السوبر ماركت ذلك اليوم التعيس بالنسبة لي السعيد بالنسبة لزوجتى و ابنتي كنت أسير بنصف عقل معهما كعادتي ، أفكر تارة في مشاكل العمل التى لا تنتهي و تارات أخرى أفكر في الحال الذي أصبحت عليه، لم أكن يوما شخصا جريئا بالشكل الكافي لكننى كنت أمتلك من الطموحات الكثير ، أمنياتي بأن أكون فنانا تشكيليا حرا تلاشت مع أول عرض مغر من الجامعة للتدريس ، المكانة الاجتماعية التى يعطيها لك لقب " أستاذ بالجامعة" كانت أكثر اغراء على من أن أكون فنان تشكيليا يحمل ألواحه و ألوانه و يهيم على وجهه في الملكوت .
وعود أبي بمساعدتى في الزواج كانت كفيلة بأن تطيح عن فكري أي تصور بأن أسير يوما في طريق آخر غير الطريق المعتاد لأي شاب مثلي ، الوظيفة و البيت و الزوجة طموحات أي شاب عادي كانت أقصى أمنياتي التى حققتها بعد أن تغلب العقل على نزوات القلب.
ها أنذا أسير بعربة نصف ممتلئة بأشياء لا أعتقد أنني أحتاجها و لكنه من الجميل أن تكون في بيتك ، النسكافيه الجولد مشروب لطيف و مرتفع الثمن ، من الجيد أن تتعامل معه حتى و ان كنت تفضل القهوة العادية في غالب الأحيان لكن الجميع الآن يشرب النسكافيه و يفضله "جولد" فلتكن مثلهم حتى لا تحيد عن الركب.
طعام القطة أصبح من ضروريات الحياة ، لم أكن يوما أحب القطط ، لكن الجميع الآن يربي القطط و الكلاب ، شكلها في البيت يعطى انطباعا ما لدي الزائرين و الأصدقاء إذا فلنقتن قطة مادام ذلك سيعطينا وجاهة ما ، و لنتحمل ذلك الصداع الذي ستجلبه لنا زيارات الطبيب البيطري و الأدوية و الأطعمة الخاصة و مسلتزمات النظافة .
استوقفتنى لوحة بالزيت موضوعة على رف في مكان مخصص لديكورات المنازل في السوبر ماركت ، تعلم زوجتى أن هذا هو المكان المفضل بالنسبة لي و تتعمد أن نمر به في بداية دورتنا في السوبر ماركت ، فأنا كالعادة سأقف متفحصا و سيشرد ذهني في اللوحات ثم تستأذنني هي لتلبي طلبات المنزل وحدها دون ازعاجي ثم تعود فتجدني واقفا كما أنا في نفس المكان ، تراها تفعل ذلك من باب الاهتمام أم من أجل أن ترتاح من ثقل ظلي بعض الوقت؟!
في اللوحة كانت تقف امرأة جميلة ، جميلة بحق ، تلبس جلبابا حريرا شفافا يمتلئ بزخارف تشبه زخارف زي البدويات عيناها ساحرتان يبرزهما كحل أسود ، نظرتها وحدها كفيلة بأسر أقسى رجل على وجه الأرض ، تقف بحركة استعراضية و كأنها راقصة في مقهى شعبي تفتن من حولها دون أن تتأثر هي بأي منهم ، يمتلئ جسدها بالحلي و المجوهرات الذهبية اللامعة إلا أن قطعة واحدة تأسر عينيك عندما تراها " الخلخال" .
كان جميلا سميكا ليس كخلخال صديقتى القديمة لكن شيئا مشتركا كان بينهما بين خلخال الأولى و الثانية ، نظرة عينيهما ، قوتهما ، سحرهما ...كلاهما واحد لا يختلفان الكثير
تذكرت أول لوحة رسمتها لها في الجامعة ، لم تكن اللوحة كتلك التى اقف أمامها ، كانت تحمل فقط قدمها و الخلخال الذي تلبسه وهي تقف وسط الحشائش الخضراء ، عندما أهديتها لها لم تقتنع أنني رسمتها لها خصيصا ، كانت تحسبني أستميلها بها فقط ، لكنها بعد ذلك علمت كل شئ ، علمت كيف كانت تأسر قلبي و عقلي ، و علمت أن رسم لوحة لخلخالها هو أقصى ما يصل إليه طموحي في الجرأة.
أذكر أنها من بدأ العلاقة رغم حبي الأكبر لها ، كانت أشجع مني في قولها و فعلها أمام كل الناس ، كان الجميع يحسدني عليها ، أنا نفسي كنت أحسد نفسي عليها في وقت من الأوقات ، أغضب من نفسي و من خوفي معها و ترددي لكننى وقت الاختيار كنت أختار ضعفي متخفيا في عباءة العقل و الاتزان.
لم تدم علاقتنا طويلا كما كان متوقعا ، تركتني كما اجتاحتنى دون مقاومة تذكر مني ، و قبل أن تتركني قالت لي كلمة واحدة أذكرها جيدا " مشكلتك انك زي رجالة كتير مش عارف انت عايز ايه، عايز حياة من غير مواجهة وعايز بحر من غير مخاطرة و كل ده مستحيل مع بعضه ، أما أنا عندي الجرأة أواجه و أخاطر علشان في يوم هوصل للى انا عايزاه" .... فضلت أن أحبها في صمتي عن أن أنجرف في بحر حبها و أواجه العواصف التى ستواجهني .
كنت أكتفي بعدها بأن أعرف أخبارها عن طريق صديقة مشتركة ، بعد التخرج افتتحت معرضها التشكيلي الأول ، خسر المعرض و أغلقته ثم استعادت افتتاحه بعدها مع زميل لنا في الجامعة ، تزوجت و انجبت طفلتين توأم ، ثم طلقت ....تراه لم يتحمل الانجراف في بحر جنونها مثلي؟ تراه كان مثلي ...عاقلا!!
في ركن الكورن فليكس طعامها المفضل كانت تقف ، أعرف وقفتها المميزة ، لازالت كما هي رشيقة أنيقة ، هو أيضا كما هو ، خلخالها مستقر في مكانه كما هو ربما تغير شكله قليلا ، زاد سمكه أو تغيرت الأشكال التى تتدلى منه لكنه سعيد راض في مكانه منها ، كانت تصنع حولها هالة من البهجة هي اسم على مسمى " هالة" تحركت قليلا فأصبحت أقرب مني ، خشيت أن تراني فاستدرت قليلا ، سمعت صوتها تنادي على ابنتيها اللتان كانت تقفان بجوارها : " نغم ...حنين ..ما تبعدوش عني هنجيب الكورن فليكس و بعدين نروح قسم اللعب"
نغم و حنين اسمان مميزان لابد أن يكونا لابنتيها هي أما أنا فابنتى اسمها " هالة" لابد أن يكون هكذا حتى أراها فيها كما تمنيت.
نظرت بعيني للبنتين كانت جميلاتلان مثل أمهما ، أحداهما تلبس الخلخال كأمها و الأخرى لا تلبسه ، لكنهما كانتا تحملان نفس الحرية و الحيوية و الحياة .
عندما تزوجت أخبرت زوجتى بحبي لهذه القطعة الغريبة من الحلي " الخلخال" ، ظلت زوجتى تلبسه بعدها عام كامل ، كنت أعرف أن زوجتى في قرارة نفسها لا تحبه لكنها كانت تلبسه فقط لأنى أحبه ، هو أيضا لم يكن عليها كما كان على هالة ، أخبرت زوجتى بعدها بأنني لم أعد أحب شكله ، لم أعد أراه قطعة جميلة فخلعته ، كنت اشعر اننى امتهن حريتها باجبارها على ارتدائه و لو من أجل هواي الشخصي ، عندما خلعته زوجتى ...ارتحت نفسا .
التفتت هالة فجأة فأصبحت عينيها في مواجهتى وقعت عينها في عيني نظرت لي نظرة امتنان لا أعرف كنهها ربما امتنان لأنني لم أكن يوما رجلها الذي تمنته، فأنا لازلت كما كانت تقول عني "لا أعرف ما أريد" أما هي فتعرف جيدا ما تريد حتى و ان اخفقت كثيرا في الوصول اليه فهي دائما تصل اليه.
اختفت من أمامي في لمحة عين و كأنها لم تكن تقف أمامى منذ لحظة ، ترى أكانت تقف بالفعل أم أننى كنت أتخيلها؟!
" بابا بص جبت ايه" قالتها هالة ابنتى و هي تمسك قطعة ذهبية اللون في يدها ...لم تكن القطعة إلا "خلخالا" نظرت لي زوجتى في ارتباك ثم قالت : " قلتلها بابا مش هيوافق هي اللى شبطت فيه...البنت طالعالك" ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة فأجبتها بصوت خفيض : "سيبيها تختار اللى تحبه....يمكن في يوم تطلع لحد غيرنا"

٢٠١٠-٠٧-١٥

اللى فات مات


و مثلما كان الابتعاد صعبا
أصبح اللقاء كذلك
لكن سيظل في قلب كل منهما احساس بأن الغد يحمل نقطة للإلتقاء
يحمل ضوءا سوف يمحو الظلام الذي سكن قلوبهم بعد الفراق
ستتحدث العيون كثيرا يومها عن الغفران و عن النسيان
و سترسم اليد خطا جديدا على صفحة بيضاء ملساء
بقلم مداده الصبر و سنوات الانتظار
لا يهم هل سيكون هذا اللقاء بداية أم نهاية
كل ما يهم أنه بعد أن ينتهى اللقاء سيتصافحا و في عيونهما كلمة واحدة
"اللى فات مات"

٢٠١٠-٠٦-٢٥

حدادا على خالد سعيد


بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَاتَحْسَبَن الْلَّه غَافِلا عَمَّا يَعْمَل الْظَّالِمُوْن، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَوْم تَشْخَص فِيْه الْأَبْصَار. مُهْطِعِين مُقْنِعِي رُؤُوْسِهِم، لَايَرْتَد إِلَيْهِم طَرْفُهُم، وَأَفْئِدَتُهُم هَوَاء"
صدق الله العظيم




٢٠١٠-٠٦-١٦

قلب الوطن مجروح



عن الظلم في أفظع صوره ..عن البشاعة و البشر الذين لا يرتقوا لمستوى الذئاب ..عن الفساد الذي يجري في الأرض ككرة اللهب تزداد كلما سرت ...عن كل هذا تحدث و أسهب فأنت في مصر
لا أحب الحديث بهذه الصورة السلبية عن بلدي ، لكن الظالمين لم يتركوا لنا مجالا للمدارة أو الصمت ، فالأمر أصبح فوق حدود التخيل

قلبي يقطر دما على هذا الشاب البرئ الذي قتل بدون أي جريرة ، قتل بدون أن يشتم في الحكومة أو يشارك في اضراب أو يفعل جريمة يعاقب عليها القانون ، قتل فقط لأنه اعترض أن يعامل بطريقة لا تحترم آدميته .
الأمر أفظع من قانون الغابة فالغابة على الأقل بها من يرحم المسالم لا يقتله بأيد شيطانية و يرميه على قارعة الطريق بهذه الوحشية ،
أضع نفسي في موضعه ، شاب في مقتبل حياته يحلم بمستقبل أفضل يعمل كمواطن صالح في بلده يحاول أن يتلمس طريقه وسط التيه الذي نعيش فيه ووسط الضباع التى تتربص لنا في كل مكان .
يخرج من بيته كعادته يذهب لصديقه في احدى محال الانترنت ، يدخل المحل و هو لا يعلم انه سيخرج منه مكبلا مسحوبا كالفريسة في يد حيوانات شيطانية مضجرا في دمائه و آثار التعذيب تكاد لا تبين له ملامح .
كل هذا بلا جريرة أو ذنب ، و أي ذنب في هذا الكون يستحق الانسان به هذا الجزاء؟
و الأفظع ألا يترك لك القتلة حتى سيرتك الحسنة أو أن يترحم عليك أحدهم بل ينتهكون ماضيك بالتلويث و تلفيق الاتهامات و نسبها لك و أنت ميت لا تستطيع الدفاع عن نفسك ، لا تتمكن من أن ترفع صوتك فيهم قائلا لا ، لم أكن تاجرا للمخدرات ، لم أكن مجرما يوما ، لم أتهرب من التجنيد كما ادعوا ، هم فقط مجموعة من الجناة الأغبياء يحاولون التستر بشكل مرتبك على جريمة اعتادوها في السر لكن الله فضحهم على رؤوس الأشهاد.
منذ أن علمت بالحادثة تكاد صورته لا تفارق ذهني ، البراءة في عينيه ووجهه الطفولي يحلفان لمن كان له قلب أنه لم يقترف يوما ما اتهموه به ، يحدثان عن شاب كان يحمل الكثير و يحلم بالكثير للمستقبل و للحياه ، تراه كان يحلم بأن يصير رجلا ذا شأن في هذا العالم ؟ تراه كان يرسم حلمه كل يوم كما أراده؟ تراه تذكر هذا الحلم عندما كان يفارق الحياة بين أيدي هؤلاء السفلة؟
لحظة الموت..تراها كانت أليمة؟ أم أنها هكذا لنا نحن الصامتون الذين يكتفون بالنظر من خلف المشربيات خشية بطش المماليك، تراه لعن صمتنا ألف مرة قبل أن يموت؟ أم تراه لعن الظلم و القسوة و تركنا لنلعن أنفسنا ؟ تراه كان يأمل في كلمة أخيرة لهؤلاء الذين خذلوه أم لهؤلاء الذين يتأوهون كلما رأوا صورته دون أن يعرفوه ؟ كل ما نعلمه الآن أن الطغاه لم يتركوا له مجرد لحظة ليستبين وجه قاتليه ، فقاتلوه كثيرون بكثر هذا الشعب الصامت صمت أبي الهول
قبل النوم أفكر في أمه ، تراها تستطيع أن تنام الليل بدون ولدها ؟ هم حرموها من أن تلقى عليه نظرة أخيرة بسلام ، و إن كان الموت قدره في نهاية الأمر في هذا الوقت لكنهم ببشاعتهم حرموها أن تذكر وجه ولدها الجميل الذي تعبت في تربيته ثمان و عشرون عاما ، فقط تركوا لها صورة مشوهة و كومة من العظام المتكسرة و دماء تلطخ كل شئ ليكونوا صورة أخيرة لفلذة كبدها ، فأي صبر ندعو لها به لتتحمل كل هذا إنها تحتاج صبرا لا يعرف مداه إلا رب العالمين ..فلندع لها
و لندع أيضا لهذا الوطن الذي يذبح أبنائه كل يوم بدم بارد ثم يأتى في اليوم الآخر ليبكي و ينتحب من إثر ما اقترف البارحة ليعود في الغد مرة أخرى ليقتل واحدا من أبنائه و تتكرر المأساة كل يوم و الوطن لا يكل و الأبناء لا يصمدون.
خالد : لم تكن مأساتك الأولى أو حتى الأخيرة ، لكنها كانت الأبشع على الاطلاق ، حركت قلوبا كانت قد ماتت منذ زمن و اعتادت كل ما هو رهيب و خارق إلى أن أثبتت ماساتك أن المدى لا يدرك في حجم الوحشية و أن هذا الذي يكتفى بالمشاهدة من بعيد هو بطل قصة الغد الذي سنقف جميعا نتحسر عليه كحسرتنا عليك ليحصد الطغاة كل يوم رأس واحد من هؤلاء الصامتين.

رحمك الله و صبر أهلك صبرا بقدر مصيبتهم و رحم الله مصر من حاضر هو الأسوأ و مستقبل هو الأكثر غموضا

٢٠١٠-٠٦-٠٧

مقام الرحيل

عندما أرحل تاركة ورائي كل ما اعتدت أن يكون رفيقي ، عندما أزهد في الأشياء و الأشخاص و الأماكن الذين أعتدتهم من قبل ، عندما أبدي اللامبالاة في وجه أفعال كانت تستحق مني ردود أفعال بعينها
عندما يتغير كل هذا بداخلي و عندما أقرر الرحيل عن كل ما أحب
فإن ذلك لا يعني بالضرورة أننى أصبحت أكره ما كنت من قبل أحب
الأمر يعني فقط أننى أصبحت أمتلك من اليقين فيما عند الله أكثر مما في يدي
أصبحت أشهد الله أنني استودعته ما قد أودعه في قلبي من حب لأشياء و أشخاص و أماكن ....استودعته كل شئ لأنني أعلم أنه في نهاية الأمر سيذهب عني الزبد و سيترك لي ما ينفعني و ينفع الناس ليمكث في الأرض

٢٠١٠-٠٥-٢١

كلمة السر


عاشت مي و ماتت دون أن يشعر بها أحدهم

لم يكونا يوما كأي أخ و أخت عاديين ...لقد أقصاهما الثراء عن بعضنا البعض ..دفع به إلى طريق الإدمان و دفع بها إلى العزلة و الاكتئاب

هذا ما كان يذكره " وليد" عن مي أخته الصغرى

دفعه فضوله أن يدخل اليوم غرفتها بعد حادث وفاتها المروع منذ شهرين ...شهرين كاملين لم يدخل أحد غرفتها غير الخادمة التى لا تقضي فيها أكثر من ربع الساعة تنفض الغبار عن أشيائها ثم تغلقها مرة أخرى منفذة تعليمات أمه

تسلل إلى غرفة مي في آخر الممر ...فتح الباب الخشبي بهدوء ...ثم دخل ليكتشف انه لم يدخل غرفة أخته منذ زمن طويل

فتلك الصورة الكبيرة التى تتصدر غرفتها لم تكن موجودة من قبل .. اقترب من الصورة و أخذ يتأمل وجه اخته ...عيناها الزقاوين و وجهها المستدير و شعرها الأسود المسترسل على كتفيها و كأنه يراهم لأول مرة و كأنهم لملاك كان يعيش معهم دون أن يشعروا

تذكر الهدوء الذي كان سمتها و كلماتها القليلة الرصينة التي كانت تشعره بأنها هي الأكبر دائما رغم كبره عنها بسنتين و نصف ...تذكر رعونته معها و معاملته الفظة و تذكر كيف انقلبت حياته بعد موتها و كيف أصبح موتها سببا في عودته لحياة البشر بعيدا عن حياة الضباع في البارات و أوكار المخدرات

نظر إلى ابتسامتها الخافتة في الصورة و يدها التى تمسك بعروستها القطنية و فستانها الأزرق فتذكر كيف انقلبت حياتها في السنة الماضية قبل رحيلها و كيف كانت دائما الحزن شارده الذهن لا ترتدي إلا السواد

كان حزنها يسبب حيرته إلا انه لم يكن يتوقف عنده كثيرا ، أما الآن بعد أن رحلت فالأمر أصبح مختلفا

تأمل غرفتها المنظمة بشكل دقيق ..لفتت انتباهه كلمة مكتوبة باللغة الانجليزية على ورقة ملصقة باللوحة الصغيرة فوق المكتب الخشبي "love never dies" فتذكر ذلك الشاب الذي حاربت الجميع عندما أتى لخطبتها فور تخرجها من كلية الإعلام منذ حوالى ثلاثة سنوات ..حاول تذكر اسمه فلم تساعده ذاكرته ، كل ما تذكره هو كيف كانت تدافع عنه باستماته و كيف كان حزنها عندما انتهى الأمر برفضه لكونه فقيرا لا يصل إلى ثرائهم و مكانتهم الاجتماعية المرموقة

كانت مي فتاة مسالمة و لكنها عنيدة فآثرت أن تكتفي بحزنها و قرار في داخلها ألا تتخلى عمن أحبت على ألا تغضب والديها ...آثرت انتظاره حتى يصل إلى المكانة التى يريدونها و كان وليد يشعر بذلك كلما تحدثت العائلة عن رفضها لأحد المتقدمين لخطبتها ...كان يشعر وليد بذلك دون أن يتدخل لأن الأمر لم يكن يعنيه و لأنه كان في عالم آخر

"love never dies"

"ترى ماذا كانت تقصد عندما كتبت هذه الكلمة بذلك الخط المميز على لوحتها"

قالها وليد محدثا نفسه و هو يجلس على مكتبها الخشبي

دفعه فضوله ان يفتح حاسوبها الشخصي الموضوع على المكتب بشكل يوحي بحزنه على صاحبته ...ضغط على زر الفتح فإذا برسالة تظهر له تطلب كلمة السر الخاصة بالحاسوب

أمعن في التفكير عله يتوقع ماذا ستكون كلمه السر الخاصة بها ... تري هي "مي 1985 " أم " مي 2009" جرب كل الاشكال النمطية لكلمة السر و لم تفلح أيهم حتى التمعت الكلمة المكتوب على اللوحة في عينيه

" love never dies" و كأنها كانت تعرف أن أحدهم سيحاول أن يدخل عالمها بعد رحيلها فتركت لها كلمة السر مكتوبة بشكل مميز في مكان واضح

بطريقة تلقائية فتح البريد الخاص بها فوجد العديد من الرسائل الواردة النمطية التى لم يقرأ معظمها ...لم تلفت انتباهه إلا رسالة بتاريخ يوم االوفاه

" أعلم أني قد تأخرت كثيرا ، تقبلي اعتذاري لكن الأمر لم يكن سهلا و لم أكن أعلم كيف و متى أستطيع أن ألقاك و لكني أطمئنك أن كل رسائلك طيلة العام الذي افترقناه كانت تصلني... الآن أستطيع أن أخبرك أنه يمكنك اللحاق بي حسب وعدنا القديم .... إلى أن ألقاك لك مني أرق الورود ... امضاء : طارق"

كانت الرسالة على صغرها محيرة بحق ... هي موعد للقاء بينها و بين ذلك الشاب و من الواضح انهما كانا قد افترقا منذ سنة كاملة على وعد بلقاء ربما عندما يستطيع هو تحقيق حلمهما ، تراها كانت تعقد نية الهرب معه ؟؟ لا ...مي لا تفعلها

ضغط وليدعلى زر الرسائل المرسلة عله يجد الرسائل المرسلة منها ربما يكون فيها شيئا ما يفسر الأمر حتى رأى ما أدهشه

وجد في الصندوق ثلاثمائة و خمسة و ستون رسالة لعنوان واحد بواقع رسالة كل يوم إلى نفس البريد الخاص بذلك الشخص ، فتح الرسالة الأخيرة و التى كانت بتاريخ يوم يسبق الحادث ليجدها :

"غدا ، تبدأ السنة الثانية منذ افتراقنا الذي لم ينتصر على مشاعرنا ، ألم يحن موعد اللقاء بعد ، أعلم أنه لكل قدر ميعاد لكني أخاف على صبري من النفاذ و وحشتك لا تنقطع .. لا تنساني ..لازلت أنتظرك"

أخذ وليد في فتح الرسائل واحدة تلو الأخرى فوجد الكثير منها لا يحتوي إلا على عبارات الوحشة و استعجال اللقاء و منها ما فيه سرد لموقف من المواقف اليومية حتى وصل إلى رسالتين الأولى :

" اليوم جرحت يدي اليمنى و سالت منها الدماء عندما رأيت الدماء تذكرت آخر يوم كنا سويا عندما جرحت أنت و سالت دماؤك ... كنت سعيده بأن نتوحد في شعور واحد و ان كان شعور الألم ...تمنيت لو كان الجرح أكثر غورا ...كدت أفعلها بيدي ...لكنى تذكرت أنه ربما عندما أنتهى من ذلك قد لا نلتق مرة أخرى للأبد ...فضمدت الجرح بيدي الأخرى ...ليتك كنت هنا أو كنت أنا عندك لكانت يدك هي من يضمد جرح يدي ...سأصبر عل اللقاء قريب"

أما الثانية فكانت :

" اليوم كنت في مكاننا المعتاد ... شربت الليمون وحدي .. حدثت نفسي بأخباري كما كنت أحدثك .. و في طريق عودتى ذهبت للمكان الذي افترقنا فيه ... فوجدت هديتك ..لم أكن أتوقع أن تتركها لي في هذا المكان مثلما كان اتفاقنا .. كانت اجمل هداياك على الاطلاق –خاتمك الفضي المنقوش عليه جملتنا المفضلة باللغة الانجليزية love never dies ... خلعت كل ما كنت ألبس من خواتم ذهبيه و اكتفيت بخاتمك الفضي .. لن أخلعه من يدي حتى ألقاك ...لا تخف سأحافظ عليه"

مع كل رسالة يفتحها كانت حيرته تزداد ، فكل الرسائل مبهمة و ان كانت بسيطة ، جميعها رسائل تحمل من الشوق ما تحمل إلا أنها لا توضح تفاصيل القصة و لا البلد التى يعيش فيها ذلك الشاب.. و هي لا تمل ارسال الرسائل كل يوم حتى هداه تفكيره لأن يفتح اقدم الرسائل منذ عام عله يستبين الأمر و كانت المفاجأة :

" اليوم ...يومك الأول في عالم جديد ...عالم الموتى ..أعلم أن الأمر ليس سهلا عليك كما هو بالنسبة لي و أعلم أني قادمة إليك لا محالة ... لن أنساك حتى نلتق .. سأذهب كل يوم إلى مكاننا المعتاد ... سأشرب الليمون معك و احدثك عن أمور حياتي .. و في طريقى إلى العودة سأذهب إلى ذلك المكان حيث افترقنا ...سأبحث عن ذكراك ربما تبعث لي هدية تصبرني بها حتى اللقاء ... سوف ارسل كل يوم أخباري و أحوالي و سأنتظر منك الرد بموعد اللقاء ... في الزمان الذي يختاره لنا القدر...المخلصة لك ...مي"

أغلق وليد الحاسوب و قد فاضت عينيه بالدموع ... نزع الورقة المكتوب عليها كلمة السر برفق ثم وضعها في جيب قميصه و قد تعهد أمام نفسه ألا يبوح لأي مخلوق بالكلمة التى عاشت أخته من أجلها و ماتت بسرها ... تعهد أن يخفي هذا السر إلى أن يلقاها.... أو أن تبعث له بموعد اللقاء في رسالة عنوانها " Love never dies"

٢٠١٠-٠٥-١٥

رجاء



لا تبخلوا علي بالحقيقة ، أطلقوها في وجهي دائما كألسنة النارو أشعة النور، كالطلقات المدوية
و لا تخافوا
لن أموت من الصدمة
فليس في الكون صدمة مميتة مثل صدمة أن حياتك كانت كذبة كبيرة
و أنا إذ أرجوكم هذا الرجاء
أمنع نفسي من أن أموت هذه الميتة المقيتة
لا قدرها الله على أحدكم

٢٠١٠-٠٥-١٤

حقيقة مش كلام


قضى الله بالخلل العبقري الذي

يجعل المرء مُنكسرا.. حين يَكمُل

مُكتملا حين يُكسر.. مُستقتلا حين يُجرح
...............
تميم البرغوثي-قصيدة الفرح

٢٠١٠-٠٥-١٣

عدت يا يوم مولدي



في مثل هذا اليوم 13مايو سنة 1982 يعني من 28 سنة بالضبط كنت بعيط واااء واااء لأنى جيت للدنيا ، أصل كلنا تقريبا بنعيط أول ما بنيجي الدنيا عادي يعني
و الحقيقة دي كانت المرة الأولى اللى أعيط فيها لكن أكيد ماكانتش الأخيرة .
و بعيدا عن العياط و الحاجات دي المفروض أكون مبسوطة و لو اني ما اعرفش بالظبط ليه المفروض أكون مبسوطة يوم ميلادي مع اني كبرت سنة ، لكن يمكن المقصود من الفرحة اننا نفرح بسنة عدت عملنا فيها حاجة جديدة ، أصل أكيد في السنة دي فيه و لو حاجة واحدة جديدة عملناها أو درس اتعلمناه أو تجربة مرينا بيها كانت كويسة أو وحشة المهم اننا قابلناها
و يمكن تكون الفرحة في يوم الميلاد فرحة بأننا النهاردة أصغر من السنة الجاية بسنة كاملة ، يعني قدامنا سنة نعمل فيها حاجة جديدة نفرح بيها و احنا بنحتفل بيوم ميلادنا الجاي
ومن غير لخبطة كتير هحاول افتكر اللى حصل لي خلال العام الماضي
1- رجعت من الكويت بعد قرار أخذ مني تفكير كتير لكن أنا سعيدة بيه لأنى اتعلمت من تجربة السفر بما فيه الكفاية و اعتقد انى أخدت القرار في الوقت المناسب الحمد لله
2- اتوطدت علاقتى بناس كانوا بمثابة أيقونات التفاؤل و التعافي و الفضل لله في وجودهم في حياتي
3- قرأت عدد من الكتب لا بأس أذكر منهم :
لم أعرف أن الطواويس تطير - بهاء طاهر
البستان - محمد المخزنجي
اليهود في عقل هؤلاء- عبد الوهاب المسيري
الآن أفهم - زغازيغ - الغرفة207- أحمد خالد توفيق
ما فعله العيان بالميت - بلال فضل
و كتب أخرى استفدت منها الكثير و الكثير
4- مريت بالصدمة اللى بياخدها كل واحد جرب الحياة خارج مصر ولو لسنة واحدة و ساعد في زيادة شعوري بالصدمة بعض المحن اللى مر بيها ناس قريبين مني و أظهرتلى قد ايه للأسف بلدنا مش بتتقدم بينا
5- أخدت خطوة كان نفسي فيها من زمان و اشتركت في ورشة الكتابة اللى فعلا اتعلمت فيها كتير و قابلت فيها ناس محترمة جدا بداية من أ/ محمد حسنين اللى المفروض اكتب عنه تدوينة لوحده لغاية أصدقائي في الورشة اللى استفدت كتير منهم
6- كان نتاج الورشة كتاب نكش فراخ تجربة استفدت من الأخطاء فيها أكتر من الحاجات الكويسة ناس كتير شكرت في الكتاب و ناس كتير أفادوني بنقدهم و ملاحظاتهم أتمنى اننا نعرف نتفاداها في الجزء الثاني اللى هيكون جاهز قريبا إن شاء الله
كفاية كده بقى أصل دي سنة كاملة أكيد حصل فيها حاجات تانية :)
أما السنة الجديدة فأتمنى حاجات كتيرة فيها أولها و آخرها يتلخص في كلمتين
1- الإخلاص
2- الهمة
يااااارب اجعل أعمارنا شاهدا لنا لا علينا
و اهدنا فيها للصراط المستقيم

ملحوظة : العنوان مقتبس من أغنية لفريد الأطرش بس كئيبة قوي ماينفعش أكتب كلماتها في مناسبة زي دي :)
ملحوظة تانية : نستقبل جميع أنواع التهاني و الأمنيات و التورتات الحقيقي منها و الافتراضي و نشكركم لحسن تعاونكم
أختكم : آية :))

٢٠١٠-٠٥-١٢

شيخوخة مبكرة



لأن مأساته كانت أكبر و أعمق من أن يصفها لمن حوله كان يكتفي بالصمت و التأمل ، كان يعتمد على الذكريات التى ستستعيدها هي عندما يكبرا في السن ، لم يكن يعبأ بكونه سيعيش عمرا طويلا وحده بعد أن اتخذ قراره بالوحدة الاختيارية بعد انفصالهما .

و عندما علم بزواجها من آخر بعده ، كان يعرف أنها سوف تندم يوما ما بعد أن يغزو الشيب رأسها و تنحني قامتها قليلا ، وقت أن يتركها ذلك الآخر لأي سبب يترك الرجال من أجله زوجاتهم في سن الشيخوخة ، كان يعرف أنها ستمر بلحظة تتذكر فيها أمنياتهما سويا بأقداح الينسون المشتركة قبيل الغروب و جلسة ينتظران فيها هاتفا يحمل خبرا جميلا أو ربما عاديا عن أحد الأبناء و وجهه الملهوف و هو يذكرها بموعد الدواء ، كان يتمنى أن تتذكر كل هذه الأمنيات التى وعدها بها .

و لكنه لم يكن يتوقع أن يضن عليه الزمن حتى بذكراها له ، فقد قرأ اليوم نعيها في صفحة الوفيات ، ماتت قبل أن تذوق طعم الشيخوخة .

٢٠١٠-٠٥-٠٧

تضامنا مع يوسف زيدان



في واحد من المواقف الغريبة للنائب العام إحالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بلاغ نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان ضد الدكتور يوسف زيدان مؤلف رواية عزازيل إلى نيابة أمن الدولة العليا لاتهامه بازدراء المسيحية.

إلى متى سيظل الإختلاف فيما يتعلق بالفكر و الآراء يقابله بلاغات و اتهامات و حبس ؟ أللأفكار سجون تحبسها أم للفكر معاصم نستطيع تقييدها بأساور من الحديد ؟ الأمر مضحك مبكي و مخزي أن يكون الأمر لازال في بلادنا يدار بهذه الطريقة الجوفاء .

عندما قرأت عزازيل كنت قد سمعت عنها من قبل ، الحق لم أسمع بالضجة الكبيرة من قبل الإخوة المسيحيين و إنما كنت قد سمعت عن روعة الأسلوب و جمال الصورة و عمق الرواية مما أثار شهيتي لقرائتها ، و بالفعل قرأتها و شعرت بكل ذلك ، أنجزت قراتها في وقت قياسي بالنسبة لي لأنها مشوقة بحق ، جعلتني أترك النوم لأكملها بشغف و الحق كانت تستحق .
أدخلتني الرواية في حقبة زمنية لم أقرأ عنها من قبل و فتحت أمامي بابا لم أكن أراه من قبل ، باب اكتشاف تاريخنا العريق الملئ بالاحداث و الحوادث التى لابد لنا من أن نعرفها لا أن نهاجم من يفتش فيها و يخرجها لنا لنراها .
أشعرتني الرواية أنني كنت أنظر بنظرة سطحية للديانة المسيحية و أنني لا اعرف عنها الكثير و لا عن تاريخ دخولها لبلادنا الأمر الذي لا يقل أهمية عن معرفتى كمسلمة مصرية لكيفية دخول الإسلام لمصر كلاهما تاريخا لابد لي من أن أعرفه جيدا .
فتحت الرواية أفقى لذلك العالم المحجوب عنا كمسلمين -عالم الكنيسة و الأديرة و ما يدور فيها و ما قد يدور فيها قريبا مما يدور في قلوبنا و عقولنا كمسلمين - الراهب الذي يبحث عن الحقيقة و يعمل عقله في كل تفاصيل دينه كي يستفهم الكثير ،العامة الذين يتحركون خلف الشعارات الرنانة لأي خطيب مفوه ، الإنسان الذي يحمل في طياته الخير و الشر معا ، القديس الذي يتحول شيطانا في وقت ما ثم يعود ملاكا يذرف الدموع من أجل أن يرضى عنه مولاه
كل هذا و الكثير حملته الرواية التى يحكم عليها بعض المدعين بأنها ازدراء للمسيحية دون تعمق في مغزاها و معناها ليتركوا واحد من المبدعين في بلادنا ليستجوبه رجلا في النيابة ربما لم يقرأ الرواية أو يسمع عنها من قبل و ربما يسأله : ترى من تقصد بهيباتيا التى قتلها العوام على قارعة الطريق ؟ أهي المواطن المصري الذي قتلته الحكومة ...اعترف؟ أي هراء هذا !!!!!

في الحقيقة أنا ممتنة لكل من كان وراء هذا القرار أو من سعى إليه : أولا : لأنه جعلني أكتب عن رواية تركت في أثرا كبيرا
ثانيا : جعلني أمضي وقتا ممتعا على اليوتيوب أستمع للكثير و الكثير من حلقات دكتور يوسف زيدان التى أثرتني بالفعل عن الرواية وعن نظرته لأمور عديدة زادت من تقديري واحترامي له
ثالثا: كشفت لي و للكثيرين غيري عن قناع جديد كانوا يلبسونه هؤلاء المدعين بحرية الابداع و الفكر
أشكركم بحق
و لا عزاء للمبدعين

صفحة التضامن مع الدكتور يوسف زيدان على الفيس بوك

تدوينة أستاذ أحمد شقير عن الخبر

٢٠١٠-٠٥-٠٥

استفزاز يومي



روش
طحن
كبر
نفض
احلق
مزة
فرسة
آخر حاجة
في كل يوم نفاجأ بكلمة دخيلة على قاموس حياتنا
كلمة جديدة
لا أزعم أنني لا أتعامل بهذا القاموس في بعض الأحيان إلا أنني في كل يوم أكتشف ان القائمة تزداد و كل يوم تنضح علينا بأمثلة جديدة للقبح ،
من أكثر الكلمات استفزازا لي شخصيا كلمتي "مزة" و كلمة " آخر حاجة"
للأسف الكلمة الأولى تستخدمها البنات أكثر من الشباب بشكل مستفر و تقليد أعمى دون تفكير في المعاني و المحامل القبيحة التى تحملها الكلمة
أما الكلمة الثانية فهي تعطيني انطباعا لا يمحى بسهولة عن تفاهة الشخص المتحدث بها ، أشعر أن من يقولها يريد أن يعلمني أنه مطلع على آخر ما وصل له القاموس من كلمات و إن لم يكن لها أي معنى أو فائدة
فكلمة كبر أو نفض بالرغم من تدنيهم أيضا إلا أن فيهم اختصارا ما أو وصفا لفعل ما دون الحاجة إلى التحليل و التفسير أما هذه الكلمة الغربية " آخر حاجة " فلا تعني إلا أن من يقولها - مش عارف يقول على الآخر أو قوي أو جدا- تلك الكلمات الأبسط و الأوضح
يعني البيه ثقافته ألمانية فبيتكلم عربي مكسر مثلا ؟!!
و لهؤلاء أقول:
من تطور بغير طوره فدمه هدر

٢٠١٠-٠٥-٠٣

في فضيلة الصمت



أعترف أنني أصبحت أكثر هدوئا ، أكثر تقوقعا و إن ظهر للناس العكس
أكره الهاتف ، أكرهه بحق و أعتذر للتنمية البشرية و مدربيها الذين يصرون أن الكتابة هي أضعف الوسائل للتواصل مع البشر عن كفري بكل ما يقولون و ضربي به عرض الحائط ، هكذا أنا و إن حاولت التغيير ، آخر من يجيب الهاتف المنزلي في بيتنا و آخر من يجيب هاتفي الخاص أيضا ...
في كل عام تأتيني أوقات للتقوقع أفضل فيها الصمت و أؤثره عن أي كلام و إن كان مفيدا ، فالصمت كبرياء كما قال نزار و الصمت صمود أمام الهموم المتكاثرة كما أراه و الصمت مراجعة و تأمل و الصمت حب لكل البشر و إرادة من داخلك أن يحبك من حولك دون إفصاح و أن يتغاضوا عن كل سيئاتك.
أصدقائي عن طريق الكتابة هم الأقرب و الأنقى ، أرى نفوسهم أو ما يتمنوا أن تكون عليه نفوسهم بعيدا عن وجوههم أو طرق إلقائهم التى ربما تكون معوقا لكلينا في التواصل ، و في لحظة معينة عندما نقرر أنه لابد لنا من اللقاء ، نلتق فنجد أنفسنا و كأننا أصدقاء من زمن طويل و نقرر أن نظل هكذا أصدقاء أرواح في الغالب مع بعض الاستثناءات وقت الحاجة.
أصدقاء روحي هم الأكثر حظا من دعائي بظهر الغيب هم أيضا يدعون لي كثيرا و يحلمون بي كما أحلم بهم ، نتبادل الأحلام و الأمنيات ، نتبادل القلق و التفاؤل و حين يؤثر أحدنا الصمت و التقوقع يتفهمه الأخرون دون أي عتاب.
أما شركاء الواقع هؤلاء الذين لا يعرفون عن فضائل الصمت الكثير ، يتعجبون يشفقون و يحاولون التفهم من بعيد دون جدوى فيجبروني على الخروج من محرابي لأمارس طقوسا يومية مجوفة في انتظار موسم جديد من مواسم الصمت.

"بلغنا ان الحكمة عشرة أجزاء تسع منها بالصمت والعاشر في عزلة الناس".وهب ابن الورد

٢٠١٠-٠٥-٠٢

أفئدة الطير



لازلت أذكرها تلك السيدة البسيطة التى قابلتها في الحرم المكي أمام الكعبة قبيل صلاة الفجر منذ عام تقريبا ، كانت مصرية بسيطة تذكرت فيها أمي التى كنت قد ابتعدت عنها لظروف سفري من قبل ذلك التاريخ بشهور ، جلست بجواري ثم ابتسمت في و جهي و كأنها تعرفني منذ زمان كان وجهها منيرا رغم سمرة بشرتها ، كان يبدو علي الارهاق و قلة النوم فأشفقت على من أن يغالبني النوم فأخذت تتحدث معي بضع دقائق حتى رفع الأذان.
لم يخل حديثها من الدعاء و الذكر بالرغم من أن موضوعه الأساسي دار عني و كيف أتيت و ماذا أعمل ، لكنها كانت تتبع كل جملة بالحمد لله و الدعاء و كنت أؤمن على دعائها في خشوع.
دعت لي كثيرا و أسدت إلى العديد من النصائح ، دعت لأبنائها مثل ما دعت لي ، صلينا الفجر متجاورين ثم أوصتني و كأنما توصي واحدة من ابنتيها التى حكت لي عنهما ثم استودعتني الله ورحلنا.
كلما اشتقت للزيارة مرة أخرى- كما أنا هذه الأيام- تذكرتها ...اللهم أكرمها و أعزها
و ارزقني و كل مشتاق الحج و العمرة لأدعو لها كما دعت لي دون أن تعرفني أمام بيتك الحرام

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير"أخرجه مسلم

-أحسبها منهم و لا أزكي على الله أحد-