٢٠١١-٠٦-٢١

نقصان


سيري ببطءٍ ، يا حياة، لكي أراك‏
بكامل النقصان حولي.
كم نسيتك فيخضمّك باحثاً عنّي وعنك.
وكلّما أدركتسرّاً منك قلت بقسوةٍ: ما أجهلكْ!‏
قلْ للغياب: نقصتنيوأنا حضرت ... لأكملكْ!

محمود درويش

٢٠١١-٠٦-٢٠

عامل مساعد - عن التحرش الجنسي


عمرك جربت التحرش الجنسي؟

يعني عمرك كنت طرف من أطرافه سواء الفاعل أو المفعول بيه؟

طيب عمرك حطيت نفسك مكان المفعول بيه؟

عمرك حسيت إحساسه؟

تيجي نتكلم عن إحساس المفعول بيه في عملية التحرش الجنسي

في البداية لازم أقولك على أطراف عملية التحرش

طبعا انت متخيل انهم اتنين الفاعل و المفعول بيه طيب ايه رأيك انهم 3 أطراف فاعل و مفعول بيه و عامل مساعد

تخيل نفسك في الأتوبيس في المترو في الشارع في طابور العيش أو التموين أو أي مكان ممكن يحصل فيه تحرش جنسي بفتاه

قدامك فتاه عادية جدا مش ضروري تكون لابسة بدي ضيق أو بنطلون مفصل جسمها كله لأن مبقتش دي الحاجات اللى بتستفز المتحرش لأنه ببساطة مش دي طريقة تفكيره هو كل اللى عايزه أي حاجة نوعها أنثى بغض النظر هي لابسة ايه

وقدامك بني آدم بغض النظر عن سنه و لونه لكن نوعه هو المهم .. ذكر.. و قرر فجأه انه يتحول لذئب لمدة خمس دقايق يمارس فيهم التحرش بالانثى اللى قدامك

كده عندنا طرفين من الثلاثة الفاعل و المفعول بيه ناقص الطرف الثالث اللى هو العامل المساعد اللى قلتلك عليه و اللى هيقوم بيه هو حضرتك

ايييون حضرتك اللى هتقوم بالدور ده لأنك بتقوم بيه فعلا في الحياة تحب تعرف ازاي؟

أصل لما الذئب البشري هيحاول يتحرش بالأنثي هيكون رد فعلك واحد من ثلاثة:

1-إما إنك هتحاول بأي طريقة توجد له عذر زي مثلا إن لبسها مش كويس أو إنها هي اللي شجعته على كده أو إنه شاب و ظروفه صعبة أو إنه راجل كبير و شكله محترم أكيد مش قصده أو أو و بالتالي هتسكت و تكبر دماغك و تقول و أنا مالي

2- هتنكر و تندد باللي حصل قدامك و تمصمص شفايفك على اللى حصل للناس و للأخلاق ومش بعيد تقوم تشتم الذئب البشري أو تديله نظرة إستحقار من إياهم و تسيبه و تمشي

3- هتتغاظ من اللى حصل و تتخيل إنه حصل لبنتك أو لأختك و هتقوم تضرب الذئب البشري و تلم عليه المكان كله و تتعاونوا كلكوا على إعطاؤه درس عملى على كل حتة في جسمه و طبعا هيشاركك في ده كتير من اللى هموم الدنيا واجعاهم و مش لاقيين حاجة يفشوا فيها غليلهم

أحب أقولك انك في ال3 حالات قمت بدورالعامل المساعد على أتم وجه و ساعدت الذئب البشري في الحصول على المتعة اللى كان عايزها اللى ما كنتش هتكتمل إلا بمساعدة حضرتك....تحب تعرف ازاي؟

في الحالة الأولى بتاعت اللى بيجيب الذنب على الضحية دي طبعا واضحة لأن الذئب البشري ما بيقدمش على الفعل ده غير لأنه متأكد ان فيه ناس زي حضرتك أول حاجة هتيجي في دماغهم هو ان البنت هي اللى غلطانه و ده طبعا جابه من الموروث الشعبي اللى اتربينا عليه كلنا اللى بيقول ان الستات هما سبب الخطيئة دايما حتى لو كانوا هما الضحية

أما في الحالةالتانية اللى أنكرت فيها و نددت ومش بعيد تكون شتمت الذئب البشري فأحب أقولك ان سيكولوجية الذئب البشري بتستلذ النوع ده من الإهانات و يمكن فيه منهم ما بيحسش بمتعة كونه ذئب بشري غير لما يتشتم من واحد زي حضرتك و طبعا يا حبذا لو عملت التصرف الثالث اللى هو الضرب لأنه و-دي المشكلة - بيسبب نوع أعلى من اللذة للذئب البشري.

هتقولى أمال يعني أعمل ايه ؟ و كده نبقى جينا للنقطة الأهم و اللى هي احساس البنت اللى حصل لها ده و رد فعلها

أما عن احساسها فمش محتاجة أقولك قد ايه بتكون حاسة بالمهانة و الاستحقار لكل ما هو ذكر في الدنيا و كتير من البنات بتسبب لهم التحرشات الجنسية نوع من الخوف من المجتمع بيوصل أحيانا لمشاكل حقيقية في التعامل مع الناس ده لأنها ما بتبقاش عارفة تتصرف إزاي

يعني تصوت و تلم عليه الناس و تكون فضحت نفسها - حسب الموروث الشعبي إياه- و لا تضربه و ساعتها ممكن هو كمان يتهور و يضربها و لا تسكت و تكتم في نفسها و ساعتها تتربي جواها العقدة النفسية و الخوف من المجتمع و التقوقع داخل الذات اللى قلتلك عنه

و لأن التصرف الأسلم في الحالة دي هو إن البنت تاخد الذئب ده و تسلمه لأقرب ضابط شرطة و تعمل فيه محضر و لأن 98 % من البنات في بلدنا ما بيقدروش يعملوا كده لأنهم بيكونوا في أضعف موقف ممكن تتحط فيه بنت و لأن 98% من اللى بيقوموا بدور العامل المساعد بيتصرفوا بطريقة من ال3 طرق الغلط زي حضرتك و ما بيساعدوش البنت في الوصول لقسم الشرطة لأنهم خايفين أو مش عايزين مشاكل

لكل الأسباب دي التحرش الجنسي في مصر تطور لدرجة انه أصبح جماعي في الشوارع و طبعا ما لحقناش ننسي حوادث التحرشات الجماعية في الأعياد

المركز المصري لحقوق المرأة بيقول ان 40% من البنات و الفتيات في مصر بيتعرضوا للتحرش الجنسي بصورة شبه يومية سواء بالكلمة أو بالنظرة أو باللمس أو بما أفطع من كده الأمر اللى نتج عنه 20 ألف حالة اغتصاب سنوية بمعدل امرأتين كل ساعة

و انت لسة مصر بتدين البنت و بتحملها تخاذلك عن مساعدتها

إذا ....مبروك عليك وظيفة عامل مساعد لعمليات التحرش

٢٠١١-٠٦-١٩

حصة حساب


و لما ييجي يوم من أيام الحساب اللى بتيجي كتير
هقعد مع نفسي
أجمع و اطرح و اقسم و اضرب
و هكتشف
ان ناتج الطرح كان بالموجب
و ان القسمة بتيجي بعد الضرب
والطرح ضروري قبل الجمع
طرح الزيادات واجب و مفيد
علشان في الآخر هنلاقى نصيب
:)

عملية


إن أشرف و أجمل و أنبل ما فينا يعتقل في اللحظة التى نتحول فيها إلى أناس ناجحين عمليين أولاد سوق ، لأن مطامعنا الصغيرة الرخيصة تعتقل مطامعنا العالية الرفيعة.

د/مصطفى محمود

٢٠١١-٠٦-١٧

في البعد الثالث


البعد الثالث هو تلك المنطقة التى لا تسمع فيها بأذنيك و لا ترى فيها بعينيك ، تتعامل فيها فقط بحسك و قلبك .

الناس في البعد الثالث مختلفى الأشكال و الأطوال و الأجناس و لكنهم متطابقى الإحساس و الشعور ، يؤلمهم الظلم و الكذب ، يتعاطفون مع الصغار و المرضى و ذوي الحاجات ، يرضون ببسمة و يضطربون من مجرد نظرة.

يعيش الناس من البعد الثالث مع باقي البشر من الأبعاد الأخرى ، بل يحاط الواحد منهم بآلاف من أناس الأبعاد الأحادية و الثنائية و هذا ما يصنع مآسيهم المختلفة الأشكال المتحدة الجوهر.

الناس من البعد الثالث يعرفون بسيماهم ، ليسوا ملائكة كما تظن بل هم فقط شفافين كالملائكة و لكن أحدهم قد يرتكب من الأخطاء ما يفوق الآخرين و السبب هو أنه يعيش في بعد لا يتناسب مع طبيعته ، لكن أخطاؤهم دائما فيهم ليست في غيرهم ، هم يظلمون أنفسهم بشدة كي لا يظلموا غيرهم ، قد يقتل الواحد فيهم نفسه لأنه لايستطيع أن يقتل الآخر ... و من قال أن قتل النفس ليس بخطيئة؟ لكنها خطيئتهم التى يرتكبونها ظانين أنها أفضل الحلول.

الناس في البعد الثالث هم الذين اختاروا أن يعيشوا الحياة بقلوبهم لا بحواسهم و هم الذين يصابون في الغالب بذبحات الصدر و السكتات الدماغية.

الناس في البعد الثالث ليسوا جميعا شعراء و كتاب و فنانين بل الكثيرون منهم لايفضلون أن يسكبوا ماء أرواحهم في الطرقات للمارة و العابثين ... تذكر ، قد تخدعك الحياة يوما بمن يجيد وصف المشاعر من عالم البعد الثالث و لكنه في حقيقة الأمر مجرد ناقد من نقاد البعد الأول أو الثاني يستفزه أشخاص البعد الثالث كثيرا حتى أنه أتقن الحديث بلسانهم.

الناس في البعد الثالث يحبون بعنف و يكرهون بقسوة و يقرؤن بتؤده و يتألمون بصمت و يضحكون ببراءة و يبكون بحرارة و يصمتون كالموت و يثرثرون بغموض و يربتون على كتفك بدفء و يحتضنوك باحتواء و يحلمون بعمق ... و يموتون بمأساة.

القبض على الجواسيس الحقيقيين



مثل هذه الأخبار هي التى نحتاجها بالفعل ، لا أقلل من أهمية القبض على الجواسيس الأجانب أو جواسيس دولة العدو تحديدا و لكن الجواسيس الحقيقيون هم الذين تلوثت أيديهم منا بمصافحة الأعداء و إبرام الصفقات معهم على جثث أبناء الوطن .

أسعدني الخبر رغم أنه لم يأخذ نفس الضجة الإعلامية لخبر القبض على الجاسوس الإسرائيلي ، و أتمنى أن يتم القبض على بقية العصابة ممن هربوا و لم تطالهم طائلة القانون بعد ، و لكن الله لا ينسى.
و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون



٢٠١١-٠٦-١٤

قد كان بوسعي



مثل جميع نساء الأرضِ
مغازلةُ المرآة
قد كان بوسعي،
أن أحتسي القهوة في دفء فراشي
وأُمارس ثرثرتي في الهاتف
دون شعورٍ بالأيّام.. وبالساعاتْ
قد كان بوسعي أن أتجمّل..
أن أتكحّل
أن أتدلّل..
أن أتحمّص تحت الشمس
وأرقُص فوق الموج ككلّ الحوريّاتْ
قد كان بوسعي
أن أتشكّل بالفيروز، وبالياقوت،
وأن أتثنّى كالملكات
قد كان بوسعي أن لا أفعل شيئاً
أن لا أقرأ شيئاً
أن لا أكتب شيئاً
أن أتفرّغ للأضواء.. وللأزياء.. وللرّحلاتْ..
قد كان بوسعي
أن لا أرفض
أن لا أغضب
أن لا أصرخ في وجه المأساة
قد كان بوسعي،
أن أبتلع الدّمع
وأن أبتلع القمع
وأن أتأقلم مثل جميع المسجونات
قد كان بوسعي
أن أتجنّب أسئلة التّاريخ
وأهرب من تعذيب الذّات
قد كان بوسعي
أن أتجنّب آهة كلّ المحزونين
وصرخة كلّ المسحوقين
وثورة آلاف الأمواتْ ..
لكنّي خنتُ قوانين الأنثى
واخترتُ ..مواجهةَ الكلماتْ

لــ سعاد الصباح

٢٠١١-٠٦-١٢

هلاوس :)


- كانت دايما بتسمع عن رقص العصفور المذبوح لكن عمرها ماصدقت ان العصفور ممكن يرقص و هو بيموت غير لما لقت نفسها بأعلى صوتها بتضحك و هي الستارة بتنزل في آخر المسرحية و الناس مقطعة ايديها تسقيف على مشهد النهاية اللى بتتقتل فيه البطلة ، بس صوتهم ماكانش واضح قوي في ودانها ...أصلها كانت فعلا بتموت ..

- " أسوء ما في الرومنسيات أنهن ينتقمن بضراوة" كانت كل ما تفكر في الجملة دي بتسأل نفسها يا ترى ممكن ييجي عليه يوم و اعرف انتقم؟ و لما حبت تنتقم منك مالقتش أكتر من انتقام انها ما تنزلش دمعة واحدة على ذكرياتك ...حلفت مش هتدمع و عرفت تعملها ... و انتقمت منك بضراوة

- كان كل دوره في حياتها مجرد رابع استيمشن ، الشخص اللى بييجي علشان اللعبة تكمل ، لكن لما اللعيبة انسحبوا كلهم و مافضلش غيره فكرت كتير اشمعنا هو اللى دايما موجود في كل لعبة رغم تغيير الأشخاص كل مرة ، اكتشفت ان دوره كان أكبر من الرابع استيمشن بكتير ...كان الميزان اللى بيوزن جنانها في كل لعبة و يعرفها انها كانت مجرد لعبة ...النهاردة عرفت لما لقت نفسها بتلعب استيمشن لوحدها بأربع شخصيات من غير ما حد يقول لها ...يا مجنونة

- كان مؤمن جدا بالإشارات مع انه مابيعرفش يفسرها ، لكن أكتر اشارة كان نفسه يعرف معناها هي يوم ميلاده خمسة يونيو ، كل نكسة في حياته كان دايما بيرجعها لأنه أصلا اتولد يوم النكسة و لما كانوا اصحابه بيهزروا معاه كان هو الوحيد اللى بيصدق هزارهم ، لما حبها خاف يقول لها على يوم ميلاده و خاف يقرب أكتر ، كان كل يوم يعدي يخاف أكتر من اليوم اللى قبله ، لما سابته من قبل ما يقول لها كلمة بحبك عرف ايه العلاقة بينه و بين النكسة ... انه دايما مابيحاربش ..قلبه بيتضرب و هو لسة على الأرض

- " ماما هو بابا هيروح النارعلشان بيشرب سجاير؟"
"بيتهيألي لأ"
" مش انتى قولتيلي ان اللى بيشرب سجاير هيروح النار؟ اشمعنا بابا؟"
"لأن بابا مش بيسرق و مش بيكذب و مش بيخون و مش بيغش"
" هو ينفع ابقى زي بابا و ما اشربش سجاير"
" مش عارفة"


"أنا لِسه يارب . . بحطة إيدك ع المسرَح....أنا لِسه بحاوِل أستوعِب ف طبيعة الدور ....
معييش النَص ... و خايِف بس أتوه و أسرَح...وقت أما تقرر تِكشِفني بـ سبوتّ النور....."

٢٠١١-٠٦-١١

توثيق



سؤال كان دايما بييجي في بالى .. هو احنا ليه لما بنكتب بنميل للكآبة في الكتابة ؟ ليه الحاجة اللى بنحسها بجد بتكون الحاجة اللى مائلة للحزن و النكد؟
يا ترى لأن الحياة مش مريحة حد على رأي ماما .. و لا لأن الكتابة هي فعل " تنفيس" في الأصل و الانسان لما بيكون فرحان مش بيكتب في الغالب..
طيب أنا قررت بقى انى اوثق كل اللحظات الحلوة اللى في حياتى ، و حتى لو مالقتش هوثق اي نسمة هوا عدت عليه علشان تفكرني ان الحياة فيها حاجات كتيرة تفرح بعيد عن النظرة الأحادية اللى ادمنتها دي

على فكرة ... النهاردة كان يوم كويس :)
الحمد لله

٢٠١١-٠٦-١٠

هو صحيح مصر أم الدنيا؟؟؟


و انا بدعبس في الدرافت بتاع المدونة لقيت التدوينة دي ...عمرها اربع سنين ، لما قريتها اتبسطت و قلقت على بلدنا ، طبعا قلت الحمد لله ان الثورة قامت و في نفس الوقت خايفة عليها زي الطفل اللى لازم ناخد بالنا منه
للي لسة بيسألوا احنا قومنا بالثورة ليه .. اسيبكم مع التدوينة

..................
اعذرينى يا مصر في السؤال
و اعذرينى في الشك اللى بدأ يدخل عقلي
مش دلوقتى بس ده من زمان
بس مش بإيدي
لما يكون الانسان فيكي علشان يعيش بطريقة آدمية محتاج يكون حرامي و مش حرامي بس لأ لازم يكون حرامي بنوك و قروض
لما يكون كل يوم بيسمع عن ولادك اللى بيموتوا من غير ديه ومن غير حتى ما تحسي بيهم و لا تزعلى عليهم
لما يكون اول ما واحد من الشباب تجيله فرصة شغل براكي الناس تهنيه و كأنه خارج من الجحيم
لما تعرفي ان واحد فيكي دخل ياخد حقه من الحكومة فاتعرض للتنكيل و الاغتصاب من اهل بلده و انتى واقفة تتفرجي
لما الواحد يسمع كل يوم عن المساعدات اللى بتساعديها للأمريكان في حربهم على العراق
و لما يسمع انك بقيتى بتحطي ايدك في ايد اللى موتوا ولادك و بيخططوا علشان يموتوا الباقى
لما تكونى بتقولى انك زعيمة العرب و نكتشف انك زعيمتهم في التعامل مع الطغاه
لما تبقى بتدي خيرك للى ينهب فيكى اكتر
ولما تكونى بتبخلى حتى بالرغيف على اللى شقيانين فيكي
لما الناس الغلابة اللى بيقفوا على محطة الاتوبيس 3 ساعات يستنوا
ولما ييجي الاتوبيس يقف 3 ساعات زيهم ينتظر لأن واحد من المهمين فيكي عنده مشوار و ممشي وراه عربيات و موتوسيكلات الشرطة كلها
لماتكون آخر اولوياتك هي ولادك التعبانين
قوليلى ازاي يقولوا عليكي أم الدنيا؟؟!!


ارجع و اقول احنا اللى عملنا فيكي كده
احنا اللى سكتنا و علمناكي السكوت
احنا اللى تخاذلنا و طاطينا

انا مش هقولك غير قول الشاعر:
بلدي و إن جارت على عزيزة ...........و أهلى و إن ضنوا على كرام

رجاء يا أمي : خدي بالك من ولادك شوية علشان كلاب السكك من زمان بتنهش في لحمهم

٢٠١١-٠٦-٠٩

هاجس النهاية



أعرف ...
أنى أجيد البدايات ، بدايات أي شئ و كل شئ يتعلق بحياتي ، علاقاتي بالآخرين ، عملى ، حديثي ، حتى أحلامي تكون في أولها جميلة .
أتحمس جدا في البداية ، أنطلق كأن شيئا في هذا الكون لن يعيقني أبدا ، أعد كل الأسلحة الممكنة و الوسائل التى تبقيني على حماسي هذا ، أشحذ ذهني كي أقنع نفسي أن ما اخترته هو الصواب و أن الصواب لا يخالفه أبدا ..... ثم ...يأتى الفتور
فتور في العمل ، فتور في الحديث ، فتور في الأحلام ... و بعده النهاية أو فزعة الكابوس.

أعترف ...
أنى أسوأ من ينهي أو ينتهي من أي شئ ، تلك القناعات التى أقنع نفسي بها بأن البداية لم تكن صحيحة أو أن الطريق لم يكن كما رسمته أو أن الصواب الآن هو الترك و الذهاب إلى طريق آخر يحمل من الصواب ما هو أكثر.
لا يعني هذا بالضرورة أننى أندم في النهاية ، فالعكس هو الصحيح ، دائما ما اقنع نفسي بأننى كان لابد لي من الخوض في الطرق القديمة حتى أتعلم منها و أكتسب خبرة في الحياه ، و لكن كم من السنوات تكفيني كي أتعلم ... و إلى متى سيتسع العمر لخبرات أكثر؟
ما يقلقني بحق ليست السنوات الماضية و التى راح منها الكثير في التعلم - أعرف جيدا أن الإنسان يظل في ساحة التعلم ما نبض فيه قلب - و لكن ما يخيفني هي النهاية .. النهاية التى لا أجيدها أبدا و لا أعرف كيف أجيدها
لكم تمنيت ألا تكون ككل شئ أنهيه .. فاترة أو مفزعة كالكوابيس، تمنيت ألا يسكن الكون بموتي و ألا يعيش الناس حياتهم بشكل طبيعي بعد أن أرحل ، تمنيت أن يغير موتي شيئا في الحياة أو في حياة أحدهم على الأقل ... ليس هذا هو الأهم بل الأهم ماذا سيفعل موتي بي أنا؟

عندما ألقى ربي هل سأكون قانعة بكل شئ فعلته ؟ هل سيكون دوري قد تم بالفعل ؟ أم سأقول تلك الكلمة التى أخشاها كثيرا " رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت"
هل عندما أجد ملك الموت سأستقبله كغريق يستقبل منقذه قائلا " أخيرا ينتهي الامتحان" أم سيكون جوابي " لم أنته من الإجابة بعد" ؟

يقول أحد الصالحين : " الطريق إلى الله طويل و نحن نسير فيه كالسلحفاه ، ليس الهدف أن نصل إلى نهاية الطريق و لكن أن نموت على الطريق "

اختلفت حياتي و قناعاتي كثيرا ، بل تختلف في اليوم الواحد عشرات المرات ... أعلم أن التغيير سنة الحياة في كل شئ الأشياء و الأشخاص و الأحوال ، لكن الهاجس دائما يأتيني بلا انقطاع ...ترى هل أموت على الطريق؟!

اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ...ثبت قلبي على دينك

٢٠١١-٠٦-٠٧

ذكرياتى مع اليمن السعيد




عندما سمعت نبأ سفر على عبد الله صالح الرئيس السابق- اللهم اجعله كذلك- لليمن إلى السعودية لا أدر لم استبشرت خيرا ، كان الخبر مقتضبا في وكالات الأنباء في البداية فلم نستطع أن نفهم أغادر اليمن هاربا من الثوار أم متخليا عن الحكم أم للعلاج كما أشيع بعد ذلك؟

و أيا كان السبب فالخبر في حد ذاته يحرك المياه الراكده منذ فترة في شأن أخبار الثورات العربية التى تعانى ألام مخاض صعب و طويل وسط انشغالنا في مصر بثورتنا الوليدة و انشغال اخواننا في الدول العربي كل في شأن بلده المضطرب
و أيا كانت النتيجة فعلى عبد الله صالح و جميع الحكام الذين سمحوا لأنفسهم أن تسال دماء الشهداء في سبيل بقائهم على كراسيهم الزائلة قد حكم عليهم التاريخ بالعار و الموت من قبل أن يتنحوا و سوف يتنحوا قريبا إن شاء الله

وقت ان علمت الخبر أعاد إلى ذاكرتى اليمن الذي كنت أعرفه في سن الرابعة .. كان أبي معارا إلى اليمن و أنا في ذلك العمر و قضت عائلتنا هناك نحو عامين كاملين ، لا تسعفنى ذاكرتى بالكثير إلا مشاهد و أشخاص بعينهم .
اليمن بلد جميل خصب و غني ، طبيعته خلابة ، تملؤه الجبال الخضراء و الصفراء ، أتذكر عندما كنا نقيم في منطقة تعز فوق جبل عال ، المطر يأتينا كل يوم بلا انقطاع محملا بقطع الثلج البيضاء النقيه ، كنا نجمعه في اناء أنا و اخوتى و نلهو به في الحديقة .
البشر .. لم أر بعدهم في حياتي من هم بطيبة و نقاء أهل اليمن ، عندما يحكي لي أبي عن المواقف و الاشخاص الذين قابلهم في اليمن أتمنى لو كان سنى أكبر عندما كنت هناك لأعاشرهم بحق لا لأن يكونوا في ذاكرتى مجرد خيالات من الطفولة.

أتذكر " أم هنيلة" جارتنا الطيبة الجميلة و أبناءها الستة لا أذكر من اسمائهم غير هنيلة ذات الوجه الجميل و الشعر شديد السواد و صالح الصغير الذي كان يملك سيارة لعبة كبيرة حجمها يشبه حجم السيارات الحقيقية ، لم يرفض يوما أن نركب معه فيها أو نشاركه اللعب بها .
أتذكر أيضا " جوهرة" الفتاة التى في سن العشرين صاحبة أطول شعر رأيته في حياتى ، كانت جوهرة عندما تزورنا تجلس على الأرض فقد كانت ترتاح للجلسة العربية التى يعتادونها هناك أكثر و كانت أمي تجلس بجوارها ، كنا نحب جوهرة جدا متعلقين بها أنا و اخى الصغير بشكل كبير ليس فقط للطفها و حلو حديثها بل لأنها كانت تسمح لنا بأن نفرد شعرها الطويل عندما تجلس هي و أمي و نلعب به نختفى وراءه كستارة تارة و نربط جزءا منه تارة و نضع به كل ما اوتينا من توك و أمشاط تارة أخرى دون ضجر أو ضيق منها .... كنا أشقياء بحق
و لكن برغم هذه الشقاوة فقد كافئنا جوهرة على تحمل لعبنا بأن أطلقنا على اسم الجامع الذي بجوار بيتنا هناك و الذي بالصدفة كان اسمه " جامع جوهرة " أضفنا اليه كلمة كي يصبح " جامع شعر جوهرة" و كلما سمعنا منه الأذان رددنا : الشيخ بيأذن في جامع شعر جوهرة :)

ليست جوهرة و لا أم هنيلة فقط من أذكرهم بل هناك امرأة أخرى كلما تذكرناها في عائلتنا همهمنا جميعا : " ترى ألازالت حية ترزق؟ أم تغمدها الله برحمته؟"
انها الحاجة " فن" ...نعم كان هذا هو اسمها اسم جميل لامرأة كانت بمنتهى الطيبة و التسامح و الكرم ، أتذكرها عندما كانت تأتى لتساعد أمى في تربيتنا ، كانت تأتى كل يوم باللبن و " الكدم" من أجل أخى الذي كان رضيعا في ذلك الوقت
و الكدم لمن لا يعرفها هي نوع من الخبز يشبه إلى حد كبير الخبز الشمسي في صعيد مصر إلا انه أصغر حجما و استدارة ، اتذكر طعمه مع " السحاوق" - أكله تشبه التبولة اللبنانية مضاف إليها الشطة و الفلفل الحار- و الدفء المنبعث من حديث هذه السيدة السبعينية العمر طيبة الكلام ، اتذكر جملتها التى تذكرنى بها أمى كثيرا عندما كانت تقول لها " هاكا خضرا زي بنتك "...فقد كانت تنعتني بالخضراء في اشارة لبشرتى الخمرية .

و ذكريات كثيرة كثيرة لا تسعها تدوينة واحدة ، كلها تعيد إلى قول الرسول صلى الله عليه و سلم عن أهل اليمن " الإيمان ها هنا" ، تعيد إلى لحظات أتمنى أن أراها مرة أخرى إن قدر الله لي و زرت اليمن الشقيق بعد أن يتحرر إن شاء الله قريبا على يد أبناءه من عهد الغفوة و الظلم.
اللهم كن معهم و انصر عبادك المؤمنين في اليمن و في سائر البلاد العربية ..

٢٠١١-٠٦-٠٦

خالد الشهيد ...سعيد



ترى أي شئ فعله ذلك الشهيد كي ينال ثواب 80 مليون إنسان تحرروا من عصر الجليد و التخلف
هل هو اعتراضه أن يهان من أي إنسان ...كرامته التى حفظها فمات من أجلها ؟ أم هو الظلم الذي تعرض له حيا و ميتا؟
ما الذي يجعل آلاف و ملايين الناس يعتبرون موته بهذه الطريقة - و هو ليس الأول و لا الأخير الذي يموت بنفس الطريقة- طامة كبرى و فحشا في الظلم و التحدى لكرامة البشر؟ لماذا هو بالذات؟
لماذا هو بالذات الذي يخرج من أجله الآلاف في وقفات احتجاجية و يختمون القرآن مئات المرات و يهدونه لروحه ، و ما الذي يجعل الكثيرين يقومون بأداء العمرة من أجله؟
الإجابة و ببساطة...ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم

شاب مات فأحيا أمة بموته ، أراه الآن سعيدا و خالدا ، فقد خلده الله بأن جعله واحدا من أسباب صحوة أمة ، أعلم أنه ليس السبب الرئيسي و لكنه كان التجسيد لكل مآسينا مع نظام كان يميت فينا الرجولة كل يوم ، نظام حاول خالد أن يقف أمامه بفعل بسيط - أن رفض أن يهينه أحد- فضربوه حتى الموت ، لعله قد نظر إلى قاتله قبل أن تزهق روحه نظرة جعلت الأرض تصحو من غفوتها و النيام يفيقون على مصيرهم إن يوما استكانوا و خنعوا لجلاديهم ، نظرة قتلت القاتل قبل أن تقتل الشهيد.
لعله الآن في الجنة ينظر لنا و يبتسم ابتسامة الرضا ، فهو و إن كان بموته مات أطفاله المتوقعين و أمة ربما كانت جاءت من نسله إلا أن الله جعل في موته حياة لأمة أخرى كانت نائمة نوم أهل الكهف ..
أشكرك يا خالد أن كنت سببا في صحوتنا ، رحمك الله و صبر أهلك و أسعدهم في الدارين ، و بارك لنا في مصر و في عقولنا كي لا نضيعها بعدما دفع الشهداء حياتهم من أجلها...

ما تحسبوش الشهيد اداكوا بس حياة
ما موتوش هو وحده اللى برصاصة رماه
ده طخ ابنه اللى لسه ما اتولدش معاه
وطخ أولاد ولاده لآخر الأيام
موت معاه بشرية كاملة محتملة
عدوا بقى فيها كام شاعر وكام رسام
وكام طبيب عبقرى بين الأطبة إمام
وفيلسوف له على حكم الليالى كلام
وبنت نظرتها تشفى القلب من داؤه
فى شعب كامل رحل ما عرفش أسماؤه
في جسم كل شهيد فيه مصر مكتملة
فخلوا مصر اللى فاضلة تعيش كما شاؤوا

تميم البرغوثي - يا شعب مصر

انفض ثقيل حملك ...اقتباس مشروع :)



اليوم ليست تدوينتى أنا و لكن تدوينة أعشقها للمدون المحترم أحمد الدرينى
هذه التدوينة تعبر عن حالتى الآن بحق
أدعوكم لأن نتمعنها سويا
و ننفض عنا ثقيل حملنا :))



٢٠١١-٠٦-٠٤

و نرتاح لناس عن ناس



هم يسمونها : الكيمياء ... نعم يسمونها كذلك
لا اقصد تلك التى درسناها و يعلم منا الكثير عن أصولها ...لا اقصدها تلك التى تحمل في طياتها h2so4 أو يد كب اتنين ألف كما كان يدرسها أباؤنا و أجدادنا ...ليست هي على الإطلاق
و لا أعنى بالتأكيد تلك التى يغني لها الممثل الشهير و يتغنى بها معه المدمنين و المشبوهين ، كل ما اقصده هي تلك الكلمة التى يطلقها الناس على تآلف الأرواح و قبولها بعضها البعض أو العكس ...الكيميا
حدثنى عنها يا سيدي فلقد كنت أؤمن بها لعهود طويلة ثم فجأة كفرت بها و بكل ما تأتى به.
ما الذي يجعل الأرواح تتلاقى فتتآلف و كأنها تعرف بعضها من سنين طويلة ، تتجاذب أطراف الحديث و كأنهم اخوة دم تتقارب حد التوحد ثم تعود لتتنافر ثم و ياللعجب تتصارع صراعا مريرا ، و بشئ بسيط جدا تعود .. و كأن شيئا لم يكن
ما الذي يجعلنا نتحمل الكثير من أناس لم يكونوا لنا شيئا من قبل و لم نكن لهم ، و ما الذي يجعلنا لا نتحمل ممن هم لنا بكل جوارحهم أحيانا أشياء أخرى تافهة و بسيطة؟
أعلم أن الارواح جنود مجندة و أنا على يقين أن هناك مكان ما تتلاقى فيه الأرواح بعيدا عن عالمنا و صخبه ..لكن هل تتنافر الأرواح في هذا المكان و تتشاجر ثم تعود كما الماء الصافي في لمح البصر كما يحدث في عالمنا؟
و هل هناك عوامل حفازة كما في علم الكيمياء الذي ندرسه في عالمنا تساعد على التفاعل إما بالسلب أو الايجاب؟
يا الله لكم أتعبت تلك " المجهولة" في تفسيرها الكثير و الكثير و لم يتوصل أحدهم إلى كنهها يوما .
خبرني بالله عليك فلقد تعبت روحي في تفسير أفعال تلك الأرواح .. و أنا إذ أسأل عنها فقط للمعرفة و لكن لا يطالبنى أحدكم يوما أن أبنى قرارا أو مصيرا أو فعلا علي تلك " المجهولة" ..
صحيح أنها كانت لي في بعض الأحيان مصدرا للخير لكنى لم أر الشر يوما إلا منها و مما تخفيه خلف وجهها الجميل .....


٢٠١١-٠٦-٠٣

الشكوى لغير الله ..مذلة



قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان : صديق تسوؤه و عدو تسره.

يا ابن أخي: لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك.

يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي..........

٢٠١١-٠٦-٠٢

اللى اتقتل



قعدنا نتعب في حساب و عد
و قلنا يعني ايه العمل؟

فقالوا : ثورة
فقلنا : ياللا
خرجنا قلنا مفيش رجوع
من غير ما يمشي مفيش أمل

لقينا ضرب و حديد و نار
و ناس تصدك بلا كلل

فقلنا يعني معقول هنرجع؟
صرخ شبابنا : ماترجعوش
الأرض لسة ما اتحررتش
من اللى ذل فيها العباد
و أكلها سهلة بلاعمل

و قتل ما بيننا ولاد صغار
و أمهات
رجالة ثابتة زي الجبل

و قتل عيون كانت تنور
في قلب أمة تهدي الأمل

يا ناس يا عايزة تنام و بس
ما يهمهاش
دم القتيل اللى اتقتل

لو كان قريبك ..كنت سبت اللى عملها بلا حساب؟
كنت نمت ؟
كنت كلت اللقمة عادي؟ من غير ماتعرف ليه اتقتل؟

اللى اتقتل
مش حد عادي
اللى اتقتل
مات لاجل تبني لابنك حياة
يعيشها صافية بلا فشل

من غير مايلقى انسان خرافي
يعد نَفسه و يقوله هات
ضريبة ادفع زي الحمل
على النفس ، على الهدوم ، على الكلام و على السكات
ادفع و ادعى ما ييجي بكرة
لأن بكرة مفيش أمل

اللى اتقتل
جاب لينا حق سنين قديمة
عداد و داير من زمان
على اللى باع و على اللى خان
جابهولنا صافى من غير تعب
فمش خسارة
نتعب شوية
علشان ينام في التربة حي
من غير وجع
من غير ألم
و نعيش حياتنا
نفتكرله و نبتسم له
و نقوله شكرا
حررتنا .. من العلل

٢٠١١-٠٦-٠١

من نسج الخيال



في حفل توقيع روايتها كنت معها ، و من غيري يساندها في مثل هذه الأوقات ؟ من غير صديقتها التى تعرف عنها كل شئ و تقف بجوارها في كل المواقف ؟
أحيانا أشعر أن " حنان" ابنتى و ليست صديقتى ، هي رقيقة كورق الخريف و ضعيفة ضعف الأطفال و بريئة مثلهم ، وجهها ملائكي ليست مبهرة الجمال لكن ملامحها تجعلك مجبرا على حبها مهما كنت سئ الطباع ..و في ضعفها تكمن أزماتى معها

بالكاد تجاوزت أزمتها الأخيرة و تجاوزتها معها ، أسوء ما في حنان أنها عندما تضحك تنير الدنيا ضحكا و مرحا و عندما تحزن تملأ الكون كآبة و كأن الكون خلق حزينا من الأصل .
تظنني دائما بهذه القوة التى أتظاهر بها أمام دموعها عندما تضعف و تتذكر من كسر قلبها ، تظنني قاسية القلب عندما أسبه لها مائة مرة كي تعلم أنه ليس بهذه الصورة التى توهمتها فأحبتها يوما ... هي لا تعرف أننى كنت أقضي ليال طويلة أنتحب من أجلها دون أن يسمع نحيبي أحد.
أعلم أن الله قد بعثني لها لأعوضها عن أبوين فقدتهما صغيرة و أخوة لا يعرفون معنى الأخوة و المؤازرة ...أخبرتني بذلك عندما كنت ألازمها في محنتها مع ذلك الوغد وعندما صدقت نبؤتى فيه... و ليتها لم تصدق .

تجاوزت حنان الأزمة بعد شهرين من النوم و المرض و الانقطاع التام عن الحياة إلا عن وجهى المشفق عليها ، و بعد هذه الفترة أخبرتني بأنها ستعود للكتابة من جديد و ستبدأ بالكتابة عن قصتها التى خرجت منها لتوها.
عندما سمعت الخبر قلقت عليها أخبرتها بأنها و كأنها تنكأ الجرح من جديد و تعيد لذاكرتها كل ما لاقت من أحزان فكان جوابها مقتضبا " دعيني أنزف دمي جهارا علَّ قلبي يقسو و لو مرة على نفسه فيشفى"
وافقتها على مضض ، فالانخراط بشئ تحبه كالكتابة ربما يكون عوضا لها عن وغد كانت أسيرته لعامين.

اليوم أرى وجهها قد تغير ، حنان الرقيقة ترتدي نظارة تجعلها تبدو أكبر بخمسة أعوام عن عمرها الحقيقي ، تتحدث بعين الناقدة و المحللة لشخصيات روايتها ، تذم في ضعف بطلة روايتها و تنعتها ب" المازوشية" و تنعت البطل الوغد ب" السادي" ...ربما كبرت حنان في خمسة أشهر خمس سنوات بالفعل .. الأحزان تجعلنا أكبر

أدارت محرك السيارة و معه راديو السيارة الذي أتى بصوت ماريا كاري مطربتها المفضلة بعد ساعتين من النقاش النقدي حول روايتها ، كنت مرهقة من الحديث المتخصص في شئ ليس من اهتماماتى إلا أن روحي كانت تنتشي بعد أن وجدت من حنان قوة لم أكن أعلم أنا أقرب الناس إليها أنها تكمن داخلها ، أخبرت حنان أننى فخورة بها فقالت :
" عارفة يا سلوى نفسي في ايه؟"
" في ايه؟"
" نفسي اكتب رواية جديدة ..."
" تاااااني يا حنان"
ابتسمت قائلة : " بس المرة دي ... من نسج الخياااال "
ارتفع صوت ماريا كاري من المذياع

" , and you finally see the truth : that a hero lies in youuuuuuu"