لا أنتظر فيه أحد و لا ينتظرني
لا أعبأ فيه بهندامي أو بنوع عطري أو بالشكل الذي سأبدو عليه
صباح لا يحمل مفاجآت أو صدمات
صباح تمحى فيه ذاكرتي فلا أذكر أحلامي التى فرغت منها لتوى ، لا تؤرقني فيه وجوه الغائبين و لا أرواح الحاضرين الغائبة كما روحي
أتوق ليوم روتيني أفتح فيه عيني فلا أتسائل كم من الوقت مضى و كم هو الوقت المتبقى للاشئ الذي تدور حوله الحياة
سيحملنى هذا الصباح إلى ربوة عالية في أعلى جبل لا أذكر اسمه و لا مكانه على الخريطة هو جبل و فقط سيكون فيه ميلادي الجديد
سأمكث فوق الجبل شهور تسع ثم أنزل منه بشرا جديدا نقيا لا يعرف الأحقاد و لا الأهواء و لا الكلمات ، لا يعرف إلا لغة الشجر و النجوم
سأكون من بعدها بشرا سماويا أخضرا ، لا يكلم الناس و لا يأكل الطعام ، يعيش على الماء و الهواء ، تتقطر الحكمة من أطرافه كما يتقطر الندى في الصباح
سأعيش بعدها ألف عام أو أقل ، لكن الوقت سيداهمني قبل أن أروي حكايتي بعد أن يتعلم الناس لغتي أخيرا ، سأموت كما تموت الأشجار منتصبة القامة ، عالية الهامة ، و لكن غامضة المعنى
ستطير ورقة من فروعي مع الهواء معلنة عصيان الموت ، ستهيم في الصحاري و الوديان حتى تصل إلى ذات الجبل القديم منبع الحياة ، ستولد كما ولدت لكنها ستعيش ألفي عاما أو يزيد ... و ربما يتعلم الناس منها حكمة الحياة
هناك تعليق واحد:
مشكوووووووووووووور
إرسال تعليق