٢٠١١-٠٦-٠٩

هاجس النهاية



أعرف ...
أنى أجيد البدايات ، بدايات أي شئ و كل شئ يتعلق بحياتي ، علاقاتي بالآخرين ، عملى ، حديثي ، حتى أحلامي تكون في أولها جميلة .
أتحمس جدا في البداية ، أنطلق كأن شيئا في هذا الكون لن يعيقني أبدا ، أعد كل الأسلحة الممكنة و الوسائل التى تبقيني على حماسي هذا ، أشحذ ذهني كي أقنع نفسي أن ما اخترته هو الصواب و أن الصواب لا يخالفه أبدا ..... ثم ...يأتى الفتور
فتور في العمل ، فتور في الحديث ، فتور في الأحلام ... و بعده النهاية أو فزعة الكابوس.

أعترف ...
أنى أسوأ من ينهي أو ينتهي من أي شئ ، تلك القناعات التى أقنع نفسي بها بأن البداية لم تكن صحيحة أو أن الطريق لم يكن كما رسمته أو أن الصواب الآن هو الترك و الذهاب إلى طريق آخر يحمل من الصواب ما هو أكثر.
لا يعني هذا بالضرورة أننى أندم في النهاية ، فالعكس هو الصحيح ، دائما ما اقنع نفسي بأننى كان لابد لي من الخوض في الطرق القديمة حتى أتعلم منها و أكتسب خبرة في الحياه ، و لكن كم من السنوات تكفيني كي أتعلم ... و إلى متى سيتسع العمر لخبرات أكثر؟
ما يقلقني بحق ليست السنوات الماضية و التى راح منها الكثير في التعلم - أعرف جيدا أن الإنسان يظل في ساحة التعلم ما نبض فيه قلب - و لكن ما يخيفني هي النهاية .. النهاية التى لا أجيدها أبدا و لا أعرف كيف أجيدها
لكم تمنيت ألا تكون ككل شئ أنهيه .. فاترة أو مفزعة كالكوابيس، تمنيت ألا يسكن الكون بموتي و ألا يعيش الناس حياتهم بشكل طبيعي بعد أن أرحل ، تمنيت أن يغير موتي شيئا في الحياة أو في حياة أحدهم على الأقل ... ليس هذا هو الأهم بل الأهم ماذا سيفعل موتي بي أنا؟

عندما ألقى ربي هل سأكون قانعة بكل شئ فعلته ؟ هل سيكون دوري قد تم بالفعل ؟ أم سأقول تلك الكلمة التى أخشاها كثيرا " رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت"
هل عندما أجد ملك الموت سأستقبله كغريق يستقبل منقذه قائلا " أخيرا ينتهي الامتحان" أم سيكون جوابي " لم أنته من الإجابة بعد" ؟

يقول أحد الصالحين : " الطريق إلى الله طويل و نحن نسير فيه كالسلحفاه ، ليس الهدف أن نصل إلى نهاية الطريق و لكن أن نموت على الطريق "

اختلفت حياتي و قناعاتي كثيرا ، بل تختلف في اليوم الواحد عشرات المرات ... أعلم أن التغيير سنة الحياة في كل شئ الأشياء و الأشخاص و الأحوال ، لكن الهاجس دائما يأتيني بلا انقطاع ...ترى هل أموت على الطريق؟!

اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ...ثبت قلبي على دينك

هناك تعليقان (٢):

aya mohamed يقول...

اللهم قدر لى الخير انما كان وارضنى بيه

الحلم العربي يقول...

آميين يارب العالمين

اللهم تقبل منا جميعا